الزواج في المجتمع العماني بشكل عام يقوم على أسس وشروط يعتد بها لإتمامه كالخطبة،
وعقد القران، والأنفاق على المهر والصداق، وحفلات الزواج والانتقال إلى عش الزوجية الذي يجمع في نهاية المطاف بين الزوج
وزوجته ويبدأ معه أولى خطوات تشكيل خلية الآسرة الجديدة بما لها من روابط عائلية
وأرحام، وتصورات مستقبلية لحياة سعيدة
هانئة.
أما الأساليب، والوسائل وأشكال العادات والتقاليد المصاحبة عادة للصور المختلفة التي يتبعها الناس كل حسب ظروفه وإمكاناته، على مستوى التجمعات والمجتمعات المحلية في المدن والأرياف والبوادي والجبال والسواحل والجزر وحسب وضع الارتباطات القبلية والعائلية القائمة فيها بينهم ومدى آثرها عليهم، ومستوى الوعي الاجتماعي والثقافي وقوة الوازع الديني، فأنها قد تتباين إلى حد ما وبأنماط معينة من مكان لآخر سواء من حيث إتمام
مستلزمات الزواج الأولية المتعارف عليها أو من حيث تجهيزاته والدعوات والحفلات المصاحبة لذلك،فالمجتمعات القبلية من واقع
بيئتها المحلية التقليدية لها بعض الأعراف والسنن المتوارثة في حالات زواج الأقارب واعتبار زواج الفتاة أو الفتى لا بد من أن يتم في إطار نفس العائلة أو القبيلة أو القرية أو المدينة الواحدة.
ومثل هذا الوضع وان كان ملموسا بطريقة ما إلا انه اقل الحدوث في مراكز التجمعات السكانية الحضرية الرئيسية وخصوصا تلك الكثيرة السكان ذوي اختلاف أساليب حياتهم الاجتماعية ومستوياتهم الثقافية ولاقتصادية العامة حيث يتاح مجال التزاوج من خارج الأقارب وتزيد إشارات الحث على ذلك لأهمية التطور الاجتماعي ولسلامة بناء اسر صحية متجانسة لا يؤثر عليها بعض الانعكاسات الفيزيولوجية والوراثية السلبية التي يمكن أن يسببها استمرار الزواج من بين نفس الأقارب لأجيال متعاقبة ، وبخلاف ما هو عليه الوضع في مجتمعات عربية وإسلامية أخرى لكون تجهيزات الزواج ومصاريفه يقدم عليها كل من أهل العريس والعروس حسب حدود متفق عليها في هذا الشأن وقد تؤدي في بعض الأحيان لتحمل العروس أهلها للكثير من المسؤوليات والتكاليف الناجمة عن ذلك أو العكس فان السائد في عمان عموما أن مثل هذه الأمور برمتها يتحملها العريس و أهله وأقرباؤهم وهو ما يجعلهم يتساعدون فيما يتطلبه الزواج من مصاريف وتجهيزات ويتم في الغالب تجهيز العروس بعد خطبتها بما يتطلبه وضعها من ملابس وعطور وحلي ومصوغات وما يستلزمه بيت الزوجية من أثاث وأدوات منزلية وغيرها من المستلزمات الأساسية والكمالية التي تشترى مما يدفعه المعرس من مهر وما يوفره لهذه المناسبة من مصاريف وتقوم أم العروس بدعوة النساء لحضور حفل زفاف ابنتها وتخص بالدعوة لهذه الغاية في بعض مناطق عمان قريباتها وجاراتها لتناول القهوة أو ما يعرف (بالملكة) وتشتمل على تقديم الحلوى والمكسرات والفواكه والقهوة العمانية وما يصاحبها من عطور وبخور وماء الورد.
تجهيزات العروس :
ويتم تجهيز ملابس العروس لتتواءم بصورة لائقة من الملابس الجديدة البراقة اللامعة الألوان الرائعة التطريز ويحافظ في هذا السبيل على أن تكون أنواع ملابس العروس مفاجئه لا يفصح عنها قبل أجراء مراسم احتفالات الزواج المتفق عليها. وتهتم العروس بالحناء حيث تنقش كلتا يديها وقدميها في أشكال خطوط كلاسيكية تزيد من جمالها وتتواءم وما تتصف به في مثل هذه المناسبة الخاصة من رقة وأنوثة شكلا ومعنى، وبعد تجهيز العروس تغطى بلحاف (غطاء) غالبا ما يكون اخضر اللون من رأسها إلى أخمص قدميها ويسمى ذلك في المنطقة الشرقية (بالقناع) وله مسميات أخرى في بعض مناطق السلطنة، ويدخل معها فيه امرأتان تزوجتا قبلها حديثا تجلس واحدة على يمينها والأخرى على يسارها في الوقت الذي تنشد فيه النساء الحاضرات العديد من الأهازيج وأغاني الأفراح وتدق الطبول وتسمع الزغاريد ويصاحبها فرق نسائية فنية خاصة لزف العروس إلى بيتها الجديد الذي ستقطنه مع زوجها وشريك حياتها المنتظر.
تجهيزات العريس :
أما العريس فله بدوره ما يقوم به من استعدادات ويؤديه من واجبات يستكمل معها إتمام الإجراءات اللازمة لمتطلبات العرس أو الزواج ففي ليلة (الملكة) أو عقد القران الذي يتم في الغالب بعد صلاة العشاء في أحد المساجد أو الأئمة الذين قد يوكلهم ولي آمر العروس أو من ينوب عنه أو عنها تزويجها للمعرس حسب الأصول الشرعية.
ويجلس العريس بكامل ملابسه الوطنية الجديدة من دشداشة ومصر وخنجر وشال أو بشت وبيده سيف أو عصا أمام القاضي أو رجل الدين الذي سيقوم بعقد القران الشرعي له ويمسك بيده ويقرأ عليه شروط عقد النكاح التي تنص عليها الشريعة الإسلامية السمحاء ويرددها بعده المعرس على التوالي إلى آن يقبل المعرس صراحة بالمتفق عليه من شروط ومن صداق مقدم ومتأخر ثم يقرأ الجميع الفاتحة إيذانا باستكمال إجراءات عقد القران،ثم تقدم الحلوى والقهوة وماء الورد وقد تقدم بعدها الوليمة المكونة من الطعام العماني التقليدي الذي يقدم في هذه الحالات وهو القبولي والخضراوات والفواكه وغيرها ويشارك جميع الحضور في تناوله كمباركة منهم بالتوفيق والهناء لأصحاب المناسبة وهم العريس واهله ولا يحضر في الغالب في اكثر مناطق عمان والد العروس وإخوانها مناسبة عقد القران، بينما قد يحدث ذلك دون حرج في مناطق أخرى .
ليلة الزفة :
وفي ليلة الزفة(أي ليلة الدخلة) يزف العريس من قبل أهله وأقاربه من الرجال إلى عش الزوجية وتزف العروس بالمقابل لنفس المكان، ويرافق العريس فرق الأغاني الشعبية من الرجال للأفراح وهي تنشد أهازيجها من الرزحة والعازي والهبوت أو غيرها ويطرح العريس ومرافقوه من ذويه المقربين بعض النقود في ليلة الحناء ويسمى ذلك (بالطرح) في آنية تعد بها الحناء تسمى(اللجن) ويكون ما يحصل عليه من مبالغ من جراء ذلك من نصيب النساء المحنيات والمغنيات القائمات بالاحتفال بالمناسبة وحناء العروس، وتختلف أحيانا مسميات وصور ممارسة أشكال هذه العادات والتقاليد من مكان لآخر في محافظات ومناطق السلطنة وولاياتها وذلك باختلاف حالات العلاقات الاجتماعية والثقافية المتراكمة لدى الناس ونتيجة للعادات والتقاليد المتبعة لدى الأجيال المتعاقبة منهم في هذا الشأن ، فهناك عادات للزواج تعرف بها محافظة مسقط ونياباتها ومدنها وقراها المختلفة بعضها معروف وسائد في أجراء أخرى من السلطنة ومنها أشكال مستحدثة أوضاع عملية التطور الحضاري المعاصر وتطور ملامح العلاقات الاقتصادية والثقافية المستجدة في السنوات الواحدة والثلاثين الماضية من عصر النهضة المباركة.
صور و مراسم حديثة للزواج :
وقد بدأت بعض هذه المظاهر الجديدة من عادات الزواج واحتفالاته تجد طريقها للانتشار ولو ببطء في محافظات ومناطق حضرية أخرى من البلاد كظفار والشرقية و الداخلية والباطنة والظاهرة ومسندم ، فاحتفالات الزواج حسب التقاليد العمانية التقليدية تتم عادة قي إطار حدودها التي تعني أهالي العرسين ومجتمعاتهم المحلية وطبيعة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية الهادئة القائمة.
وكانت هذه الاحتفالات والولائم تتم بعفوية وبساطة لا تعرف مظاهر البذخ والتعقيد المتبعة في مجتمعات أخرى والتي بدأت بعضها تظهر في مجتمعات المدن الرئيسية التي يوجد فيها التسهيلات الفندقية والمساكن والسيارات الفخمة وغيرها من مظاهر الحياة الحديثة وكمالياتها العديدة.
فولائم واحتفالات عادات وتقاليد الزواج المتوارثة في عمان ، كانت كلها تحدث في مساكن الأهالي المعنيين بالزواج أو في المساجد والسبل أو غيرها من أماكن التجمعات العامة التي يرتبط بها سكان الحي أو القرية التي يقع فيها حدث الزواج، أما حالات الزينة بمصابيح الكهرباء الملونة الأشكال على بيوت المتزوجين وإقامة الاحتفالات المكلفة في قاعات الفنادق الكبرى واستقدام الفنانين وفرقهم من الخارج فهي صور جديدة تحدث في بعض المدن العمانية الرئيسية مؤخرا وفي حدود معينة وبما تتيحه أوضاع أهالي العريس والعروس وإمكانياتهم المادية، ولا تشجع الظروف الاجتماعية العامة لتكوين المجتمع العماني المعاصر الآخذ بآي شكل غير ضروري من مظاهر غلاء المهور أو البذخ غير اللازم لاحتفالات الزواج.
فالعادات والقيم والأعراف العربية والإسلامية التي اعتمد عليها مجتمعنا العماني طوال تاريخه غي الماضي والحاضر كانت تنبذ مثل هذه الأحوال التي لا تساعد في الواقع على تنمية المجتمع وتقوية نوع العلاقات الأسرية ولاجتماعية التي ينبغي أن تربط بين أفراده على أسس قويمة صالحة بعيدة عن أي تقليد لا مبرر له.
ويجري الحرص على أن يكون مقدار المهور في حدود الإمكانيات المتاحة للراغبين بالزواج من المواطنين وكحد أقصى لا يزيد في الغالب عن ثلاثة آلاف ريال عماني، وان تكون حفلات الزواج التي تعقد في حدود متناول إمكانيات القائمين بها دون حرج أو مسالة تخرج عن إطار قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الصالحة ،فالتوجهات الرسمية والأهلية في مجتمعنا تتفق كثيرا في أن يتمكن كل راغب في الزواج وبناء آسرة كريمة من تحقيق رغباته وأمانيه السعيدة المرجوة التي هي في نفس الوقت تتفق ومسيرة البناء الاجتماعي وتقوية المجتمع في الحاضر والمستقبل،وكما يعمل بإخلاص لتشجيع التزاوج والمصاهرة بين أبناء المجتمع العماني من الرجال والنساء وتسهيل الظروف الملائمة لتحقيق ذلك، فانه لا يحبذ بالمقابل السماح بالزواج من الخارج دون حدود وضوابط تنظم قيام هذا الآمر على أسس اجتماعية سليمة وصحيحة تستوجب التحقيق ويحفظ معها حقوق وواجبات الأطراف ذات العلاقة.
وقد ساعد هذا الاتجاه إلى حد كبير على زيادة حالات التزاوج بين المواطنين والمواطنات وزيادة عدد الأسر والسكان والقضاء على سلبيات مظاهر العنوسة والحفاظ على ثقافة المجتمع وعلاقاته الإنسانية الطبيعية السائدة.
ويتعاضد أفراد المجتمع فيما بينهم عند زواج أي منهم، حيث يشارك اكثر المعارف من الأقارب وسكان الحي أو المنطقة في تقديم التهاني وحضور الفرح والوليمة التي تقام بهذه المناسبة، وفي اغلب هذه المناطق يقدم للمتزوج مساهمات مالية من اغلب الرجال من أهالي المنطقة ويدون في دفتر خاص بعائلة المتزوج مقدار مساهمة كل شخص وترد هذه المساهمات بصورة دورية في حالة حصول نفس المناسبة لدى الآخرين ، وهذه عادة حميدة تنم عن مقدار تكاتف وتكافل وتعاون العمانيين فيما بينهم في الأفراح والاتراح ، ويوجد العديد من جوانب العادات الثانوية الأخرى التي يتمسك بها بعض أفراد مجتمعات محلية عمانية مختلفة بصورة متباينة في مناسبات الزواج واحتفالاته.
بعض عادات الزواج في الشرقية و الباطنة :
ومن ذلك عادة تسمى (قبض الباب) في المنطقة الشرقية و الباطنه والداخلية، وتتم عند زواج المرأة من رجل ليس من أفراد عائليها ، حيث تقوم امرأة من أقارب أم العروس بقبض مدخل باب مكان العروس ولا يسمح لأحد بالدخول إليه إلا بعد تسليمها مبلغا من المال ، وهو ما قد يعني عدم سهولة أخذ العروس من مقرها لمقر عريسها دون جهد أو تعب يستحقه مقامها.
وفي صباح اليوم التالي لإتمام العرس ولقاء العروسين معا لأول مرة في بيتهما الجديد المشترك يتم تقديم وليمة الغداء للمنهئيين والمدعوين ويتم تقديم القهوة (التصبيحة) أو تقديم التهاني للعروسين وأهلهما والمباركة بالزواج السعيد.
أما الأساليب، والوسائل وأشكال العادات والتقاليد المصاحبة عادة للصور المختلفة التي يتبعها الناس كل حسب ظروفه وإمكاناته، على مستوى التجمعات والمجتمعات المحلية في المدن والأرياف والبوادي والجبال والسواحل والجزر وحسب وضع الارتباطات القبلية والعائلية القائمة فيها بينهم ومدى آثرها عليهم، ومستوى الوعي الاجتماعي والثقافي وقوة الوازع الديني، فأنها قد تتباين إلى حد ما وبأنماط معينة من مكان لآخر سواء من حيث إتمام
مستلزمات الزواج الأولية المتعارف عليها أو من حيث تجهيزاته والدعوات والحفلات المصاحبة لذلك،فالمجتمعات القبلية من واقع
بيئتها المحلية التقليدية لها بعض الأعراف والسنن المتوارثة في حالات زواج الأقارب واعتبار زواج الفتاة أو الفتى لا بد من أن يتم في إطار نفس العائلة أو القبيلة أو القرية أو المدينة الواحدة.
ومثل هذا الوضع وان كان ملموسا بطريقة ما إلا انه اقل الحدوث في مراكز التجمعات السكانية الحضرية الرئيسية وخصوصا تلك الكثيرة السكان ذوي اختلاف أساليب حياتهم الاجتماعية ومستوياتهم الثقافية ولاقتصادية العامة حيث يتاح مجال التزاوج من خارج الأقارب وتزيد إشارات الحث على ذلك لأهمية التطور الاجتماعي ولسلامة بناء اسر صحية متجانسة لا يؤثر عليها بعض الانعكاسات الفيزيولوجية والوراثية السلبية التي يمكن أن يسببها استمرار الزواج من بين نفس الأقارب لأجيال متعاقبة ، وبخلاف ما هو عليه الوضع في مجتمعات عربية وإسلامية أخرى لكون تجهيزات الزواج ومصاريفه يقدم عليها كل من أهل العريس والعروس حسب حدود متفق عليها في هذا الشأن وقد تؤدي في بعض الأحيان لتحمل العروس أهلها للكثير من المسؤوليات والتكاليف الناجمة عن ذلك أو العكس فان السائد في عمان عموما أن مثل هذه الأمور برمتها يتحملها العريس و أهله وأقرباؤهم وهو ما يجعلهم يتساعدون فيما يتطلبه الزواج من مصاريف وتجهيزات ويتم في الغالب تجهيز العروس بعد خطبتها بما يتطلبه وضعها من ملابس وعطور وحلي ومصوغات وما يستلزمه بيت الزوجية من أثاث وأدوات منزلية وغيرها من المستلزمات الأساسية والكمالية التي تشترى مما يدفعه المعرس من مهر وما يوفره لهذه المناسبة من مصاريف وتقوم أم العروس بدعوة النساء لحضور حفل زفاف ابنتها وتخص بالدعوة لهذه الغاية في بعض مناطق عمان قريباتها وجاراتها لتناول القهوة أو ما يعرف (بالملكة) وتشتمل على تقديم الحلوى والمكسرات والفواكه والقهوة العمانية وما يصاحبها من عطور وبخور وماء الورد.
تجهيزات العروس :
ويتم تجهيز ملابس العروس لتتواءم بصورة لائقة من الملابس الجديدة البراقة اللامعة الألوان الرائعة التطريز ويحافظ في هذا السبيل على أن تكون أنواع ملابس العروس مفاجئه لا يفصح عنها قبل أجراء مراسم احتفالات الزواج المتفق عليها. وتهتم العروس بالحناء حيث تنقش كلتا يديها وقدميها في أشكال خطوط كلاسيكية تزيد من جمالها وتتواءم وما تتصف به في مثل هذه المناسبة الخاصة من رقة وأنوثة شكلا ومعنى، وبعد تجهيز العروس تغطى بلحاف (غطاء) غالبا ما يكون اخضر اللون من رأسها إلى أخمص قدميها ويسمى ذلك في المنطقة الشرقية (بالقناع) وله مسميات أخرى في بعض مناطق السلطنة، ويدخل معها فيه امرأتان تزوجتا قبلها حديثا تجلس واحدة على يمينها والأخرى على يسارها في الوقت الذي تنشد فيه النساء الحاضرات العديد من الأهازيج وأغاني الأفراح وتدق الطبول وتسمع الزغاريد ويصاحبها فرق نسائية فنية خاصة لزف العروس إلى بيتها الجديد الذي ستقطنه مع زوجها وشريك حياتها المنتظر.
تجهيزات العريس :
أما العريس فله بدوره ما يقوم به من استعدادات ويؤديه من واجبات يستكمل معها إتمام الإجراءات اللازمة لمتطلبات العرس أو الزواج ففي ليلة (الملكة) أو عقد القران الذي يتم في الغالب بعد صلاة العشاء في أحد المساجد أو الأئمة الذين قد يوكلهم ولي آمر العروس أو من ينوب عنه أو عنها تزويجها للمعرس حسب الأصول الشرعية.
ويجلس العريس بكامل ملابسه الوطنية الجديدة من دشداشة ومصر وخنجر وشال أو بشت وبيده سيف أو عصا أمام القاضي أو رجل الدين الذي سيقوم بعقد القران الشرعي له ويمسك بيده ويقرأ عليه شروط عقد النكاح التي تنص عليها الشريعة الإسلامية السمحاء ويرددها بعده المعرس على التوالي إلى آن يقبل المعرس صراحة بالمتفق عليه من شروط ومن صداق مقدم ومتأخر ثم يقرأ الجميع الفاتحة إيذانا باستكمال إجراءات عقد القران،ثم تقدم الحلوى والقهوة وماء الورد وقد تقدم بعدها الوليمة المكونة من الطعام العماني التقليدي الذي يقدم في هذه الحالات وهو القبولي والخضراوات والفواكه وغيرها ويشارك جميع الحضور في تناوله كمباركة منهم بالتوفيق والهناء لأصحاب المناسبة وهم العريس واهله ولا يحضر في الغالب في اكثر مناطق عمان والد العروس وإخوانها مناسبة عقد القران، بينما قد يحدث ذلك دون حرج في مناطق أخرى .
ليلة الزفة :
وفي ليلة الزفة(أي ليلة الدخلة) يزف العريس من قبل أهله وأقاربه من الرجال إلى عش الزوجية وتزف العروس بالمقابل لنفس المكان، ويرافق العريس فرق الأغاني الشعبية من الرجال للأفراح وهي تنشد أهازيجها من الرزحة والعازي والهبوت أو غيرها ويطرح العريس ومرافقوه من ذويه المقربين بعض النقود في ليلة الحناء ويسمى ذلك (بالطرح) في آنية تعد بها الحناء تسمى(اللجن) ويكون ما يحصل عليه من مبالغ من جراء ذلك من نصيب النساء المحنيات والمغنيات القائمات بالاحتفال بالمناسبة وحناء العروس، وتختلف أحيانا مسميات وصور ممارسة أشكال هذه العادات والتقاليد من مكان لآخر في محافظات ومناطق السلطنة وولاياتها وذلك باختلاف حالات العلاقات الاجتماعية والثقافية المتراكمة لدى الناس ونتيجة للعادات والتقاليد المتبعة لدى الأجيال المتعاقبة منهم في هذا الشأن ، فهناك عادات للزواج تعرف بها محافظة مسقط ونياباتها ومدنها وقراها المختلفة بعضها معروف وسائد في أجراء أخرى من السلطنة ومنها أشكال مستحدثة أوضاع عملية التطور الحضاري المعاصر وتطور ملامح العلاقات الاقتصادية والثقافية المستجدة في السنوات الواحدة والثلاثين الماضية من عصر النهضة المباركة.
صور و مراسم حديثة للزواج :
وقد بدأت بعض هذه المظاهر الجديدة من عادات الزواج واحتفالاته تجد طريقها للانتشار ولو ببطء في محافظات ومناطق حضرية أخرى من البلاد كظفار والشرقية و الداخلية والباطنة والظاهرة ومسندم ، فاحتفالات الزواج حسب التقاليد العمانية التقليدية تتم عادة قي إطار حدودها التي تعني أهالي العرسين ومجتمعاتهم المحلية وطبيعة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية الهادئة القائمة.
وكانت هذه الاحتفالات والولائم تتم بعفوية وبساطة لا تعرف مظاهر البذخ والتعقيد المتبعة في مجتمعات أخرى والتي بدأت بعضها تظهر في مجتمعات المدن الرئيسية التي يوجد فيها التسهيلات الفندقية والمساكن والسيارات الفخمة وغيرها من مظاهر الحياة الحديثة وكمالياتها العديدة.
فولائم واحتفالات عادات وتقاليد الزواج المتوارثة في عمان ، كانت كلها تحدث في مساكن الأهالي المعنيين بالزواج أو في المساجد والسبل أو غيرها من أماكن التجمعات العامة التي يرتبط بها سكان الحي أو القرية التي يقع فيها حدث الزواج، أما حالات الزينة بمصابيح الكهرباء الملونة الأشكال على بيوت المتزوجين وإقامة الاحتفالات المكلفة في قاعات الفنادق الكبرى واستقدام الفنانين وفرقهم من الخارج فهي صور جديدة تحدث في بعض المدن العمانية الرئيسية مؤخرا وفي حدود معينة وبما تتيحه أوضاع أهالي العريس والعروس وإمكانياتهم المادية، ولا تشجع الظروف الاجتماعية العامة لتكوين المجتمع العماني المعاصر الآخذ بآي شكل غير ضروري من مظاهر غلاء المهور أو البذخ غير اللازم لاحتفالات الزواج.
فالعادات والقيم والأعراف العربية والإسلامية التي اعتمد عليها مجتمعنا العماني طوال تاريخه غي الماضي والحاضر كانت تنبذ مثل هذه الأحوال التي لا تساعد في الواقع على تنمية المجتمع وتقوية نوع العلاقات الأسرية ولاجتماعية التي ينبغي أن تربط بين أفراده على أسس قويمة صالحة بعيدة عن أي تقليد لا مبرر له.
ويجري الحرص على أن يكون مقدار المهور في حدود الإمكانيات المتاحة للراغبين بالزواج من المواطنين وكحد أقصى لا يزيد في الغالب عن ثلاثة آلاف ريال عماني، وان تكون حفلات الزواج التي تعقد في حدود متناول إمكانيات القائمين بها دون حرج أو مسالة تخرج عن إطار قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الصالحة ،فالتوجهات الرسمية والأهلية في مجتمعنا تتفق كثيرا في أن يتمكن كل راغب في الزواج وبناء آسرة كريمة من تحقيق رغباته وأمانيه السعيدة المرجوة التي هي في نفس الوقت تتفق ومسيرة البناء الاجتماعي وتقوية المجتمع في الحاضر والمستقبل،وكما يعمل بإخلاص لتشجيع التزاوج والمصاهرة بين أبناء المجتمع العماني من الرجال والنساء وتسهيل الظروف الملائمة لتحقيق ذلك، فانه لا يحبذ بالمقابل السماح بالزواج من الخارج دون حدود وضوابط تنظم قيام هذا الآمر على أسس اجتماعية سليمة وصحيحة تستوجب التحقيق ويحفظ معها حقوق وواجبات الأطراف ذات العلاقة.
وقد ساعد هذا الاتجاه إلى حد كبير على زيادة حالات التزاوج بين المواطنين والمواطنات وزيادة عدد الأسر والسكان والقضاء على سلبيات مظاهر العنوسة والحفاظ على ثقافة المجتمع وعلاقاته الإنسانية الطبيعية السائدة.
ويتعاضد أفراد المجتمع فيما بينهم عند زواج أي منهم، حيث يشارك اكثر المعارف من الأقارب وسكان الحي أو المنطقة في تقديم التهاني وحضور الفرح والوليمة التي تقام بهذه المناسبة، وفي اغلب هذه المناطق يقدم للمتزوج مساهمات مالية من اغلب الرجال من أهالي المنطقة ويدون في دفتر خاص بعائلة المتزوج مقدار مساهمة كل شخص وترد هذه المساهمات بصورة دورية في حالة حصول نفس المناسبة لدى الآخرين ، وهذه عادة حميدة تنم عن مقدار تكاتف وتكافل وتعاون العمانيين فيما بينهم في الأفراح والاتراح ، ويوجد العديد من جوانب العادات الثانوية الأخرى التي يتمسك بها بعض أفراد مجتمعات محلية عمانية مختلفة بصورة متباينة في مناسبات الزواج واحتفالاته.
بعض عادات الزواج في الشرقية و الباطنة :
ومن ذلك عادة تسمى (قبض الباب) في المنطقة الشرقية و الباطنه والداخلية، وتتم عند زواج المرأة من رجل ليس من أفراد عائليها ، حيث تقوم امرأة من أقارب أم العروس بقبض مدخل باب مكان العروس ولا يسمح لأحد بالدخول إليه إلا بعد تسليمها مبلغا من المال ، وهو ما قد يعني عدم سهولة أخذ العروس من مقرها لمقر عريسها دون جهد أو تعب يستحقه مقامها.
وفي صباح اليوم التالي لإتمام العرس ولقاء العروسين معا لأول مرة في بيتهما الجديد المشترك يتم تقديم وليمة الغداء للمنهئيين والمدعوين ويتم تقديم القهوة (التصبيحة) أو تقديم التهاني للعروسين وأهلهما والمباركة بالزواج السعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق