إن المتتبع للفنون الشعبية العمانية يلاحظ بأنها كثيرة ومتعددة ومختلفة من منطقة إلى أخرى وأحياناً من ولاية إلى أخرى ، حيث تنفرد المناطق والولايات الساحلية بنمط معين من الفنون البحرية كذلك المناطق والولايات الداخلية تتميز بأنماط معينة من الفنون حيث كانت حياتهم اليومية وتنقلهم تكاد تكون السبب الرئيسي في إنتشار هذه الفنون في بعض المناطق لتتشابه بذلك بعض الفنون في بعض الولايات والمناطق ، على أية حال إن الخوض في هذا الحديث والمتتبع لهذه الفنون لابد وأن يحتاج إلى وقت أكبر حتى يفي هذه الفنون وهذه الموروثات حقها بالكامل .
أولاً : فنون منطقة الباطنة :
تنفرد ولايات منطقة الباطنة بعدد من أنماط الفنون التقليدية تميزها عن غيرها من المناطق ، حيث كانت حياة البدو جزءاً رئيسياً في حياة الباطنة ، مثلها في ذلك مثل حياة أهل الصيد ، فإن فنون البدو وغناء البحر يحتلان موضعاً بارزاً متكافئاً في فنون المنطقة . وللساحل أثر كبير في انتشار الفنون ذات المنبت الأفريقي في منطقة الباطنة ، لذلك سوف نتطرق إلى بعض الشيء من هذه الفنون :
ومن فنون منطقة الباطنة هي : الرزحة أو الرزفة ( بجميع أنواعها وأشكالها ) ، العازي ، همبل الركاب الطارق ، التغرود ، الونة ، المالد ، الميدان ، الليوا ، السباتا ، البوم ، تشح تشح النساء دان دان النساء ، المناني ، زفة العريس ، زفة العروس ، القيل قول ، الشرح ، المكوارة ، غناء البحر ، العيالة ، الوهابية ، شلة الركاب ، المولد النبوي الشريف ، الختمة أو الوهبة ( التأمين أو التيمينية أو التومينة ) السومة ، الزار ، الهمبل ، التهلولة ، العقبة ، الزمر ، الجلالة بالدفوف ، القصافي ، رزفة الطبل أو عيالة الطبل ، الويلية ، وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الباطنة:
الوهابية : وهو فن الإستعراض لمعاني الشجاعة والرجولة ، وهو أيضاَ فن المبارزة بالسيف . يصطف المشاركون في الوهابية في صفين متقابلين متوازييين ، حيث يصل عدد المشاركين في كل صف أكثر من عشرين رجلاً في بعض الأحيان ، وتفصل بين الصفين مساحة يتحرك فيها ضاربوا آلات الإيقاع ، والزافنون بالسيف ، ومستعرضوا الأسلحة . ويتبادل الصفين الغناء بشلة شعر واحدة يرددونها على التوالي ، حتى تتم الشلة أبياتاً . تقام الوهابية في مناسبات الأعراس والختان ، وفي مناسبات الأعياد الوطنية والدينية ( عيد الأضحى وعيد الفطر ) ، وقد تقام للتسلية والترفيه عن النفس في أوقات مناسبة ، أو تقام بمناسبة قدوم ضيف رسمي أو زائر كبير للبلاد . الحركة في الوهابية وئيدة وقورة تميل إلى البطء ، وفي الوهابية ثلاثة أنواع من الحركة حركة المشاركين في الصفين ، وحركة ضاربي آلات الإيقاع وحركة الزافنين ومستعرضي الأسلحة . ولكل من هذه الحركات أصولها وتقاليدها المرعية والمتوارثة جيلاً عن جيل والتي لا يجوز بل لا يحق لأي فرد الإخلال بها ، وإلا صار ذلك إخلالاً بالفن ، وهذه الأنواع الحركية في الوهابية مرتبطة ببعضها البعض .
ثانياً : فنون المنطقة الشرقية :
منطقة الشرقية من أثرى مناطق عمان بالفنون التقليدية . ولعل الموقع المتميز الذي كانت صور تشغله إبان فترة طويلة من تاريخ عمان البحري وباعتبارها واحداً من أهم موانىء عمان ، كل ذلك كان له أثر كبير في نشر فنون عمان التقليدية عن طريق أسطول عمان شرقاً وغربا ، وتلقي كثير من الوافد من أنماط الفنون التي حملها بحارة المنطقة معهم حيث رست لعمان سفينة تجارية . وتمتاز المنطقة الشرقية بالعديد من أنماط الفنون الأفرو – عمانية ، بالإضافة إلى ذلك الرصيد الهائل من غناء البحر الذي توارثه العاملون على سفن عمان التجارية جيلاً بعد جيل ، وبجانب كل ذلك تقف فنون السيف وفنون البوش والخيل شامخة ، تكمل صورة من أروع صور الفنون التقليدية في أي زمان ومكان .
أ. فنون المنطقة . الهمبل ، الرزحة ( بأنواعها وأشكالها ) ، القصافية ، العازي ، التغرود ، الطارق ، المديمة ، الشوبانية ، غناء القلفاط ، غناء المهوبل ، غناء العمل على ظهر الخشب ، المكوارة ، الشرح ، الطنبورة أو النوبان ، التنجيلية ، تشح تشح ، بن عبادي ، باير أو الجمبورة ، الونة ، مغايض ، أم بوم ، بساير ، ياغزيلة ، سالوم ياروية ، المزيفينة ، المدية ، التدويرة ، الميدان ( يويو ، تدويرة ، تغريبة ) ، المولد ( البرزنجي ) وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الشرقية :
الرزحة : من أعرق الفنون التقليدية في سلطنة عمان ، ذلك الفن التقليدي القديم قدم الإنسان العماني ، والذي يكتسب شهرة كبيرة على نطاق واسع من الرقعة الجغرافية لعمان . والرزحة هي فن السيف وفن المبارزة بين الزافنين ، وهي فن الشعر والمطارحات الشعرية بين كبار الشعراء . يمارس هذا الفن في كثير من مناطق وولايات السلطنة المختلفة باستثناء المنطقة الجنوبية مع وجود بعض الفوارق البسيطة بين منطقة وأخرى ، بل بين ولاية وأخرى ، والتي قد تبدوا متشابهة لمن لأول مرة . كانت الرزحة وسيلة إعلان الحرب وحشد المحاربين ، وإعلان الإنتصار . وكانت تقام في مناسبات الأعراس ، والختان ، وتقام لتحية الوالي في الأعياد ، كما تقام الرزحة للسمر والترويح وتقام في الإحتفالات الوطنية والترحيب بكبار الضيوف الذين يزورون السلطنة .
الرزحة وأنواعها : الرزحة أنواع متعددة ، تختلف باختلاف حركة المشاركين فيها ونوع وسرعة الإيقاع الذي يحكم هذه الحركة ، والبحر الشعري الذي يكون منه غناء شلات الرزحة ، والموضوع الذي يتناوله الشاعر عندما يرتجل شعر الشلة . ومن أنواع الرزحة ومسمياتها ما يلي : الهمبل ، القصافي ولال العود .
أسماء الرزحة : ولأنواع الرزحة أسماء ، يشير كل منها إلى صفة من صفاتها تتصل إما بالشعر أو بالحركة أو تنسبها إلى بقعة بعينها ، ومن هذه التسميات ما يلي : الرزحة المسحوبة ، رزحة الحربيات ، رزحة الهوامة ، الرزحة الخالدية ورزحة الناحية .
ثالثاً : فنون منطقة الداخلية والوسطى :
لفنون عمان التقليدية في المنطقة الداخلية عدة مميزات تتصل إتصالاً وثيقاً بتقاليد أهل الداخل وعاداتهم ، وأبرزها إتجاهم القوي نحو سلوكيات الإسلام الحنيف . وأبرز ما تتسم به فنون عمان الداخلية هو عدم مشاركة النساء في ممارستها إنعداماً كلياً ( ما عدا في منح حيث تنفرد النساء في أداء الويلية ) هذا بالإضافة إلى ارتباط أهل الداخلية بفنون السيف من ناحية ، وفنون البادية من ناحيـــة أخرى ، وتقلص حجم الفنون الوافدة ، سواءً من امتداد الإمبراطورية العمانية على الساحل الشرقي لأفريقيا والجزر المناخية ، أو من الشطر الغربي لقارة آسيا . كما تتميز فنون المنطقة الداخلية بثراء قطاع غناء العمل ( زراعة ونخيلاً ) وقطاع الغناء الديني .
الرزحة أو الرزفة ، الهمبل أو المشية ، العازي ، التغرود ، الونة ، الميدان ، المالد ( البرزنجي فقط ) الزار ، الدان دان ، البرعة ، المزيفينة أو الزفين ، القصافية ، التعويط ، الطارق ، التمينة ، فنون النساء ( الدان دان ) ، غناء الدوس ( عند حصاد الحنطة ) طوق طوق ( في منتصف شهر رمضان الكريم ) ، المولد ، التهلول أو التهلولة ( في أول ذي الحجة ) ، التبسيل ( في شهر أغسطس للبسر ) ، الوهابية ، تشح تشح ، أغاني الأعراس ( فنون النساء ) وغيرها من الفنون الكثيرة , وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتـم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الداخلية والوسطى :
فن العازي :
يعتبر فن العازي من أعرق الفنون التقليدية في سلطنة عمان ، ويمارس في جميع مناطق السلطنة دون استثناء سمي العازي كذلك نسبة الرجل أو الشاعر الذي ينشد قصيدة العازي التي يعتز فيها ويفتخر بأهله وأقاربه وعشيرته . والعازي هو فن الفخر والمدح ، وهو كذلك فن الإلقاء الشعري تنغم أو غناء . وهو فن فردي في أساسه ، يتولاه شاعر مبدع مجيد لأصول الإلقاء الشعري في قصائد العازي ، حافظ وراوية لها ، هذا الشاعر يسمى العازي . فن العازي مرتبط بفن الرزحة إرتباطاً وثيقاً يكاد لا ينفصل فحيثما أقيمت الرزحة يقام العازي كما في بعض ولايات منطقة الباطنة .يقام العازي في مناسبات الأعراس ، أو احتفالات الختــان ( للصبية ) ، لتحية الوالي في الأعياد ، بمناسبة التحية عند قدوم ضيف رسمي أو زائر كبير للبلاد .
(أ) أنماط قصائد العازي :
وقصائد الشعر في العازي تقع في ثلاثة أنماط هي :
(أأ) الألفية :
وفيها تكون قصيدة الشعر على حروف الهجاء ، حيث يبدأ كل مقطع شعري فيها بحرف من حروف الهجاء .
(ب ب) العددية :
وهي قصائد شعرية تبدأ المقاطع الثلاث الأولى منها على الأقل عددياً يقول الشاعر الأوله ، الثانيه ، الثالثه … وهكذا حتى العاشر في بعض الأحيان .
(ج ج) المطلقة :
وفيها تكون القصيدة غير مرتبطة بترتيب الحروف أو الأعداد ، وإنما تتوالى أبياتها على سجية شاعرها ومبدعا حسب الموضوع الذي تتحدث فيه .
رابعاً : فنون منطقة الظاهرة :
تشترك منطقة الظاهرة مع منطقة الباطنة في عدد كبير من أنماط الغناء والرقص التقليدي من حيث التكوين العام والحركة ، وإن اختلف بعضها في التسمية وفي التفاصيل ، غير أن منطقة الظاهرة تتميز بظاهرتين إحداها إجتماعية والأخرى فنية . فمن الناحية الإجتماعية ، تشارك المرأة مشاركة كبيرة وفعالة في فنون المنطقة ، وقد تؤدي فنوناً لا يؤديها سوى الرجال في منطقة الباطنة . وأما من الناحية الفنية ، فان منطقة الظاهرة تنفرد بعدد من آلات الموسيقى التقليدية لا تستخدم في منطقة الباطنة ، وأهمها طبل الكاسر القصير أو المفلطح والمزمار المزدوج ( الصرنان أو الجفتي ) .
فنون المنطقة :
العيالة ، الرزحة ( بأنواعها وأشكالها ) ، العازي أو التعيوطة ، الطارق أو الردحة ، التغرود ، الونة ، المرداد أو المالد ، تغرود الخيل ، ركض الخيل ، الميدان ( اليويو، الكسرة ، الدورة ، التدويرة ) أو رزحة العبيد ، الويلية نساء ، المشية أو رزحة الإنصراف ، الرزحة ، الوهابية ، التلميس ، الرزحة البدوية ، عيالة البدو ، همبل البوش أو لقيا الركاب ، فنون النساء ، الزمر مع الرقص ، ولد العرب ، الهمبل ، المالد ، رزفة ، العالات أو الحربيات ، المرداد ، الزمر مع الرقص ، وغيرها من الفنون الكثيرة ، وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الظاهرة :
فن الميدان :
من الفنون التقليدية العمانية التي تتمتع بشهرة واسعة لدى معظم العمانيين في معظم ولايات السلطنة ، باستثناء المنطقة الجنوبية ومحافظة مسندم ، والميدان هو فن السمر ، وهو فن الشعر ، والتلاعب بالألفاظ العربية في قالب شعري متقن . وهو يقام – عادة – في مكان متسع بعيد عن الحي أو القرية ، أطلق على هذا المكان إسم ( المقام ) أو ( الميدان ) ثم انتقلت التسمية إلى الفن نفسه ، فأصبح يعرف بفن الميدان ، ويقام فن الميدان في مناسبات عديدة فهو يقام في مناسبات الأعراس ، والختان ، وقد يقام للتسلية والسمر . ولكن أهم غرض يقام من أجله الميدان هو غرض التطبيب الشعبي لأولئك الذين يعتقد أنه أصابهم مس من الجن ويريدون الشفاء .
(أ) أدوار الميدان :
فن الميدان يقام في أدوار ، هي دور الصلاة ، دور السنة ، دور السلام ، دور الغباشي ، وقد يلحق بالأدوار الثلاثة الأولى دون الغباشي ، زفة ، وهي نوعان الزفة العادية وزفة الذباح .
(أأ) دور الصلاة :
يبدأ الميدان بدور الصلاة ، ويتكون من ثلاثة أجزاء ، هي اليويوة ، التدويرة والتغريبة .
(ب ب) دور السنة :
ويتكون أيضاً من الأجزاء الثلاثة : اليويوة ، التدويرة والتغريبة ، ولكن بشعر يختلف عن شعر أجزاء دور الصلاة ، أما الإيقاع ، وحركة رقص النساء فهما نفس الإيقاع والحركة في دور الصلاة لا يختلفان .
(ج ج) دور السلام :
هو دور مفتوح لمشاركة الضيوف فيه شعراً ، فهم يؤدون واجب التحية والسلام على مقام الميدان وهؤلاء بدورهم يردون عليهم التحية بأحسن منها بشعر مترجل ، حيث يأخذ كل شاعر ضيف دوره في التعبير عن مشاعره ، وقد يقوم الشاعر الضيف بالغناء بنفسه إن كان ضارباً للطبل الواقف ، وجميل الصوت وبارعاً في تقطيع الشعر على الإيقاع ، حيث يستخدم المغني لشعر الميدان مدوداً خاصة تميز غناء الميدان عن غناء غيره من الفنون ، أما إذا لم يكن كذلك لقن شاعره لضارب الطبل الواقف ليقوم هو بغناءه وهو يدق طبله . والإيقاع في دور السلام لا يختلف عن الدورين السابقين .
(دد) دور الغباشي :
هو ختام الرمسة قرب انبلاج الفجر ، والإيقاع والحركة ثابتان لا يتغيران ، ويشارك الضيوف من الشعراء فيه بشعرهم حيث يكون الشعر شعر وداع من الضيف لأهل المقام ( الخيمة ) .
خامساً : فنون محافظة مسندم :
تنعكس الطبيعة الفذة التي تتميز بها محافظة مسندم على مجموعة الغناء والرقص التقليدي العماني التي يمارسها سكان المحافظة ، حيث يلتقي البحر والجبل في مزيج نادرشكل المزاج القومي في الفنون على هيئة تختلف اختلافاً جذرياً عنه في غير مسندم من محافظات عمان وولايتها . ففي مسندم تلتقي فنون الرواح مع فنون البحر دون تناقض ، وتلتقي فنون السيف مع فنون فنون الشحوح في تكامل منسق وعلى الرغم من أن سكان محافظة مسندم يطلقون على الكثير من فنونهم التقليدية نفس الأسماء التي تطلق عليها في غير مسندم من مناطق عمان وولاياتها ، إلا أن هذه الفنون تتميز في محافظة مسندم بمميزات خاصة تجعل لها مذاقاً فنياً خاصاً يجعل من اليسيرالتعرف عليها بين مثيلاتها في التسمية من فنون عمان . ولما كانت محافظة مسندم هي الطرف الشمالي لأرض السلطنة ، وتقع أقرب ما تكون إلى الجزء الغربي من آسيا ، وعلى الطريق البحري المباشر بين عمان والمحيط الهندي ، فان عدداً من أنماط الفنون التقليدية العمانية يفصح عن تأثير هذا الموقع الجغرافي الفريد على تلك الفنون .
أ. فنون المحافظة :
الرمسة أو الرميسة أو الرماسية ، الرزحة أو الرزفة ، الوهابية ، العيالة أو الهوبية ، المسيرة أو الشلة أو الرضة ، الندبة ، العازي أو العازي أو الغزوة أو الكبكوب ، الرواح أو الهوى ، النهمة أو شلة البحر ، شلة المخطف ، شلة الباروة ، جرة الباروة ، السحبة ، الدان أو الميدان ، الليوا أو الدمدامة ، التومينة أو أومين أو التأمين ، المولد أو المولود أو المالد ، الجلويح أو الجلوة ، المعلاية ، النحل ، غناء وداع رمضان ، الطارق وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني محافظة مسندم:
(1) الرواح :
هو فن من الفنون التي يختص بها أهال مسندم ، ويؤدى للتسلية . ولعل تسمية الرواح بهذا الإسم ترجع إلى انه من فنون الترويح عن النفس والتسلية والمرح ، والرواح فن خاص بالبدو الذين يسكنون الجبال ، وفيه تقف مجموعة من الرجال في صف شبه مستقيم ومعهم طبولهم من أنواع الرحماني والرنة والكاسر تصل في مجموعها إلى ثمانية أو عشرة طبول ، ويتحرك ضاربي الطبول إلى الأمام وإلى الخلف ويدورون حول أنفسهم وهم يحركون أجسامهم إلى الأعلى قليلاً . يؤدى الرواح في مناسبات الزواج ، الختان ، وعيد الفطر ، وعيد الأضحى والمناسبات القومية والرسمية .
(أ) أجزاء الرواح :
وغناء الرواح له شلات مختلفة تختلف باختلاف الوقت الذي تؤدى فيه ، فالرواح يؤدى في الصباح وفي الظهر وفي العصر وفي المساء في أربعة أجزاء هي السيرح أو السارح ، الصادر أو الصادري ، الرواح والسيرية أو الساري .
سادساً : فنون المنطقة الجنوبية :
لفنون عمان التقليدية في المنطقة الجنوبية مذاق خاص يرتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرتين تاريختين هما ازدواج اللغة في المنطقة الجنوبية ، حيث يتكلم أهل الجنوب اللهجة العربية العمانية ، واللهجة الجبالية ، وتميز كل موقع من مواقع التجمع السكاني بتقاليد متوارثة منذ أيام عزلة البلاد قبل النهضة الحديثة المباركة ، وتمسك سكان هذه المناطق بالكثير من هذه التقاليد المستحبة . وتمثل منطقة الجازر نقطة إلتقاء الطبيعة بين المنطقة الجنوبية وشمال عمان ، جغرافياً وحضارياً وليس أدل على صدق هذا الإلتقاء من مجموعة الفنون التقليدية في الجازر ، والتي تلتقي فيها الرزحة بالهبوت ، والقصافية بالبرعة ، وفنون البدو مع فنون البحر إلتقاءً طبيعياً مفصحاً .
أ. فنون المنطقة
الهبوت أو الزامل ، المديمة ، الربوبة ، القصبة ، الشرح ، البرعة ، المدار ، فن الزنوج ، طبل النساء ، طبل العرب ، دان دان أودون ، لانزية ، سيلام ، فنون البحر ، نانـا ( عند حصاد اللبان ) ، الشوبانية ، المشعير ( هبوت النساء ) ، المكبور ( في الغزل ) ، الدبرار أو الدورور( غناء صناعة الفخار ) أو الدبرير ، التغرود ، السنارة ، هبوت الجبل ، الطارق ، الديراز ، سامعين سامعين ، فنون الراعي ، دانا ( من فنون النساء ) وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني المنطقة الجنوبية :
الهبوت :
يعتبر الهبوت واحداً من أكثر فنون المنطقة الجنوبية إنتشاراً وشعبية ولفظ الهبوت اللغوي الجبالي يعني ( النشيد ) وهناك من يفسره بمعنى ( من وهب للشيء ) وهذا ما نخطئه لعلمنا الثابت بأن لفظ هبوت يعني في جباليتنا ( الأغنية ) أو ( النشيد ) وما يشبه ذلك من الفصيح . والهبوت بطبيعته فن المطارحات الشعرية والمزاح الشعري بين شاعر وآخر . ولا تقتصر هذه المطارحات على مناسبة أو موضوع معين ، وإنما تشمل مختلف جوانب حياة الناس بمعنى أن الهبوت عبارة عن منبر شعري تمكن من خلاله طرق مواضيع عدة قد تكون قضية خاصة بين شخص وآخر أو نزاعاً قبلياً على أرض و مرعى أو ثأراً بين قبيلة وأخرى . فالشعر في الهبوت يشمل أغراضاً شعرية عدة من مدح وفخر وتحية أو وساطة في صلح وحكمة ونصح ، أو في النجدة والحظور عند الطلب . يؤدى الهبوت في البادية والجبل والمنطقة الساحلية وفي مختلف المناسبات كالأعراس والختان وكذلك الأعياد الوطنية .
(أ) أشكال الهبوت :
لكل طائفة من أهل الجنوب هبوت ، منها : هبوت المدن ، هبوت الريف ، هبوت البادية ( الهبوت الماشي ) ، الهبوت الواقف بالبادية ، هبوت المهرة ، هبوت بيت كثير ، هبوت خدم السلطان ، هبوت الجنبة ، هبوت جبل العمري وهبوت النجدة .
دون شك فان الحركة الإجتماعية أخذت تتطور وتأخذ شكلاً جديداً مواكبة التطور في معالم الحياة المعاصرة ، وأخذت الفنون التقليدية بدورها عن هذا التغير ، ممثلاً في مشاعر وانفعالات الشعراء التقليديين العمانيين الذين بدءوا في العطاء منفعلين بالتغيرات الحادثة في بلادهم ، وهذا واضح في أبيات الشعر الإرتجالية التي تؤلف على الفور تبعاً للمناسبة . وبالرغم من امتزاج الفنون العمانية بفنون الأرض الخليجية وبفنون البيئات الأفريقية والآسيوية ، فهذا لا يمنع أن فنون عمان التقليدية احتفظت بخصوصيتها ومذاقها وطبيعتها العربية الإسلامية . ومن هنا يشيرهذا البحث إلى ضرورة المحافظة على هذه الفنون على اعتبار أنها سجل حي لتاريخ أبناء عمان يصل الماضي بالحاضر ويكون ركيزة لشروق شمس جديدة لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة تحت رعاية وقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه .
أولاً : فنون منطقة الباطنة :
تنفرد ولايات منطقة الباطنة بعدد من أنماط الفنون التقليدية تميزها عن غيرها من المناطق ، حيث كانت حياة البدو جزءاً رئيسياً في حياة الباطنة ، مثلها في ذلك مثل حياة أهل الصيد ، فإن فنون البدو وغناء البحر يحتلان موضعاً بارزاً متكافئاً في فنون المنطقة . وللساحل أثر كبير في انتشار الفنون ذات المنبت الأفريقي في منطقة الباطنة ، لذلك سوف نتطرق إلى بعض الشيء من هذه الفنون :
ومن فنون منطقة الباطنة هي : الرزحة أو الرزفة ( بجميع أنواعها وأشكالها ) ، العازي ، همبل الركاب الطارق ، التغرود ، الونة ، المالد ، الميدان ، الليوا ، السباتا ، البوم ، تشح تشح النساء دان دان النساء ، المناني ، زفة العريس ، زفة العروس ، القيل قول ، الشرح ، المكوارة ، غناء البحر ، العيالة ، الوهابية ، شلة الركاب ، المولد النبوي الشريف ، الختمة أو الوهبة ( التأمين أو التيمينية أو التومينة ) السومة ، الزار ، الهمبل ، التهلولة ، العقبة ، الزمر ، الجلالة بالدفوف ، القصافي ، رزفة الطبل أو عيالة الطبل ، الويلية ، وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الباطنة:
الوهابية : وهو فن الإستعراض لمعاني الشجاعة والرجولة ، وهو أيضاَ فن المبارزة بالسيف . يصطف المشاركون في الوهابية في صفين متقابلين متوازييين ، حيث يصل عدد المشاركين في كل صف أكثر من عشرين رجلاً في بعض الأحيان ، وتفصل بين الصفين مساحة يتحرك فيها ضاربوا آلات الإيقاع ، والزافنون بالسيف ، ومستعرضوا الأسلحة . ويتبادل الصفين الغناء بشلة شعر واحدة يرددونها على التوالي ، حتى تتم الشلة أبياتاً . تقام الوهابية في مناسبات الأعراس والختان ، وفي مناسبات الأعياد الوطنية والدينية ( عيد الأضحى وعيد الفطر ) ، وقد تقام للتسلية والترفيه عن النفس في أوقات مناسبة ، أو تقام بمناسبة قدوم ضيف رسمي أو زائر كبير للبلاد . الحركة في الوهابية وئيدة وقورة تميل إلى البطء ، وفي الوهابية ثلاثة أنواع من الحركة حركة المشاركين في الصفين ، وحركة ضاربي آلات الإيقاع وحركة الزافنين ومستعرضي الأسلحة . ولكل من هذه الحركات أصولها وتقاليدها المرعية والمتوارثة جيلاً عن جيل والتي لا يجوز بل لا يحق لأي فرد الإخلال بها ، وإلا صار ذلك إخلالاً بالفن ، وهذه الأنواع الحركية في الوهابية مرتبطة ببعضها البعض .
ثانياً : فنون المنطقة الشرقية :
منطقة الشرقية من أثرى مناطق عمان بالفنون التقليدية . ولعل الموقع المتميز الذي كانت صور تشغله إبان فترة طويلة من تاريخ عمان البحري وباعتبارها واحداً من أهم موانىء عمان ، كل ذلك كان له أثر كبير في نشر فنون عمان التقليدية عن طريق أسطول عمان شرقاً وغربا ، وتلقي كثير من الوافد من أنماط الفنون التي حملها بحارة المنطقة معهم حيث رست لعمان سفينة تجارية . وتمتاز المنطقة الشرقية بالعديد من أنماط الفنون الأفرو – عمانية ، بالإضافة إلى ذلك الرصيد الهائل من غناء البحر الذي توارثه العاملون على سفن عمان التجارية جيلاً بعد جيل ، وبجانب كل ذلك تقف فنون السيف وفنون البوش والخيل شامخة ، تكمل صورة من أروع صور الفنون التقليدية في أي زمان ومكان .
أ. فنون المنطقة . الهمبل ، الرزحة ( بأنواعها وأشكالها ) ، القصافية ، العازي ، التغرود ، الطارق ، المديمة ، الشوبانية ، غناء القلفاط ، غناء المهوبل ، غناء العمل على ظهر الخشب ، المكوارة ، الشرح ، الطنبورة أو النوبان ، التنجيلية ، تشح تشح ، بن عبادي ، باير أو الجمبورة ، الونة ، مغايض ، أم بوم ، بساير ، ياغزيلة ، سالوم ياروية ، المزيفينة ، المدية ، التدويرة ، الميدان ( يويو ، تدويرة ، تغريبة ) ، المولد ( البرزنجي ) وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الشرقية :
الرزحة : من أعرق الفنون التقليدية في سلطنة عمان ، ذلك الفن التقليدي القديم قدم الإنسان العماني ، والذي يكتسب شهرة كبيرة على نطاق واسع من الرقعة الجغرافية لعمان . والرزحة هي فن السيف وفن المبارزة بين الزافنين ، وهي فن الشعر والمطارحات الشعرية بين كبار الشعراء . يمارس هذا الفن في كثير من مناطق وولايات السلطنة المختلفة باستثناء المنطقة الجنوبية مع وجود بعض الفوارق البسيطة بين منطقة وأخرى ، بل بين ولاية وأخرى ، والتي قد تبدوا متشابهة لمن لأول مرة . كانت الرزحة وسيلة إعلان الحرب وحشد المحاربين ، وإعلان الإنتصار . وكانت تقام في مناسبات الأعراس ، والختان ، وتقام لتحية الوالي في الأعياد ، كما تقام الرزحة للسمر والترويح وتقام في الإحتفالات الوطنية والترحيب بكبار الضيوف الذين يزورون السلطنة .
الرزحة وأنواعها : الرزحة أنواع متعددة ، تختلف باختلاف حركة المشاركين فيها ونوع وسرعة الإيقاع الذي يحكم هذه الحركة ، والبحر الشعري الذي يكون منه غناء شلات الرزحة ، والموضوع الذي يتناوله الشاعر عندما يرتجل شعر الشلة . ومن أنواع الرزحة ومسمياتها ما يلي : الهمبل ، القصافي ولال العود .
أسماء الرزحة : ولأنواع الرزحة أسماء ، يشير كل منها إلى صفة من صفاتها تتصل إما بالشعر أو بالحركة أو تنسبها إلى بقعة بعينها ، ومن هذه التسميات ما يلي : الرزحة المسحوبة ، رزحة الحربيات ، رزحة الهوامة ، الرزحة الخالدية ورزحة الناحية .
ثالثاً : فنون منطقة الداخلية والوسطى :
لفنون عمان التقليدية في المنطقة الداخلية عدة مميزات تتصل إتصالاً وثيقاً بتقاليد أهل الداخل وعاداتهم ، وأبرزها إتجاهم القوي نحو سلوكيات الإسلام الحنيف . وأبرز ما تتسم به فنون عمان الداخلية هو عدم مشاركة النساء في ممارستها إنعداماً كلياً ( ما عدا في منح حيث تنفرد النساء في أداء الويلية ) هذا بالإضافة إلى ارتباط أهل الداخلية بفنون السيف من ناحية ، وفنون البادية من ناحيـــة أخرى ، وتقلص حجم الفنون الوافدة ، سواءً من امتداد الإمبراطورية العمانية على الساحل الشرقي لأفريقيا والجزر المناخية ، أو من الشطر الغربي لقارة آسيا . كما تتميز فنون المنطقة الداخلية بثراء قطاع غناء العمل ( زراعة ونخيلاً ) وقطاع الغناء الديني .
الرزحة أو الرزفة ، الهمبل أو المشية ، العازي ، التغرود ، الونة ، الميدان ، المالد ( البرزنجي فقط ) الزار ، الدان دان ، البرعة ، المزيفينة أو الزفين ، القصافية ، التعويط ، الطارق ، التمينة ، فنون النساء ( الدان دان ) ، غناء الدوس ( عند حصاد الحنطة ) طوق طوق ( في منتصف شهر رمضان الكريم ) ، المولد ، التهلول أو التهلولة ( في أول ذي الحجة ) ، التبسيل ( في شهر أغسطس للبسر ) ، الوهابية ، تشح تشح ، أغاني الأعراس ( فنون النساء ) وغيرها من الفنون الكثيرة , وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتـم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الداخلية والوسطى :
فن العازي :
يعتبر فن العازي من أعرق الفنون التقليدية في سلطنة عمان ، ويمارس في جميع مناطق السلطنة دون استثناء سمي العازي كذلك نسبة الرجل أو الشاعر الذي ينشد قصيدة العازي التي يعتز فيها ويفتخر بأهله وأقاربه وعشيرته . والعازي هو فن الفخر والمدح ، وهو كذلك فن الإلقاء الشعري تنغم أو غناء . وهو فن فردي في أساسه ، يتولاه شاعر مبدع مجيد لأصول الإلقاء الشعري في قصائد العازي ، حافظ وراوية لها ، هذا الشاعر يسمى العازي . فن العازي مرتبط بفن الرزحة إرتباطاً وثيقاً يكاد لا ينفصل فحيثما أقيمت الرزحة يقام العازي كما في بعض ولايات منطقة الباطنة .يقام العازي في مناسبات الأعراس ، أو احتفالات الختــان ( للصبية ) ، لتحية الوالي في الأعياد ، بمناسبة التحية عند قدوم ضيف رسمي أو زائر كبير للبلاد .
(أ) أنماط قصائد العازي :
وقصائد الشعر في العازي تقع في ثلاثة أنماط هي :
(أأ) الألفية :
وفيها تكون قصيدة الشعر على حروف الهجاء ، حيث يبدأ كل مقطع شعري فيها بحرف من حروف الهجاء .
(ب ب) العددية :
وهي قصائد شعرية تبدأ المقاطع الثلاث الأولى منها على الأقل عددياً يقول الشاعر الأوله ، الثانيه ، الثالثه … وهكذا حتى العاشر في بعض الأحيان .
(ج ج) المطلقة :
وفيها تكون القصيدة غير مرتبطة بترتيب الحروف أو الأعداد ، وإنما تتوالى أبياتها على سجية شاعرها ومبدعا حسب الموضوع الذي تتحدث فيه .
رابعاً : فنون منطقة الظاهرة :
تشترك منطقة الظاهرة مع منطقة الباطنة في عدد كبير من أنماط الغناء والرقص التقليدي من حيث التكوين العام والحركة ، وإن اختلف بعضها في التسمية وفي التفاصيل ، غير أن منطقة الظاهرة تتميز بظاهرتين إحداها إجتماعية والأخرى فنية . فمن الناحية الإجتماعية ، تشارك المرأة مشاركة كبيرة وفعالة في فنون المنطقة ، وقد تؤدي فنوناً لا يؤديها سوى الرجال في منطقة الباطنة . وأما من الناحية الفنية ، فان منطقة الظاهرة تنفرد بعدد من آلات الموسيقى التقليدية لا تستخدم في منطقة الباطنة ، وأهمها طبل الكاسر القصير أو المفلطح والمزمار المزدوج ( الصرنان أو الجفتي ) .
فنون المنطقة :
العيالة ، الرزحة ( بأنواعها وأشكالها ) ، العازي أو التعيوطة ، الطارق أو الردحة ، التغرود ، الونة ، المرداد أو المالد ، تغرود الخيل ، ركض الخيل ، الميدان ( اليويو، الكسرة ، الدورة ، التدويرة ) أو رزحة العبيد ، الويلية نساء ، المشية أو رزحة الإنصراف ، الرزحة ، الوهابية ، التلميس ، الرزحة البدوية ، عيالة البدو ، همبل البوش أو لقيا الركاب ، فنون النساء ، الزمر مع الرقص ، ولد العرب ، الهمبل ، المالد ، رزفة ، العالات أو الحربيات ، المرداد ، الزمر مع الرقص ، وغيرها من الفنون الكثيرة ، وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني منطقة الظاهرة :
فن الميدان :
من الفنون التقليدية العمانية التي تتمتع بشهرة واسعة لدى معظم العمانيين في معظم ولايات السلطنة ، باستثناء المنطقة الجنوبية ومحافظة مسندم ، والميدان هو فن السمر ، وهو فن الشعر ، والتلاعب بالألفاظ العربية في قالب شعري متقن . وهو يقام – عادة – في مكان متسع بعيد عن الحي أو القرية ، أطلق على هذا المكان إسم ( المقام ) أو ( الميدان ) ثم انتقلت التسمية إلى الفن نفسه ، فأصبح يعرف بفن الميدان ، ويقام فن الميدان في مناسبات عديدة فهو يقام في مناسبات الأعراس ، والختان ، وقد يقام للتسلية والسمر . ولكن أهم غرض يقام من أجله الميدان هو غرض التطبيب الشعبي لأولئك الذين يعتقد أنه أصابهم مس من الجن ويريدون الشفاء .
(أ) أدوار الميدان :
فن الميدان يقام في أدوار ، هي دور الصلاة ، دور السنة ، دور السلام ، دور الغباشي ، وقد يلحق بالأدوار الثلاثة الأولى دون الغباشي ، زفة ، وهي نوعان الزفة العادية وزفة الذباح .
(أأ) دور الصلاة :
يبدأ الميدان بدور الصلاة ، ويتكون من ثلاثة أجزاء ، هي اليويوة ، التدويرة والتغريبة .
(ب ب) دور السنة :
ويتكون أيضاً من الأجزاء الثلاثة : اليويوة ، التدويرة والتغريبة ، ولكن بشعر يختلف عن شعر أجزاء دور الصلاة ، أما الإيقاع ، وحركة رقص النساء فهما نفس الإيقاع والحركة في دور الصلاة لا يختلفان .
(ج ج) دور السلام :
هو دور مفتوح لمشاركة الضيوف فيه شعراً ، فهم يؤدون واجب التحية والسلام على مقام الميدان وهؤلاء بدورهم يردون عليهم التحية بأحسن منها بشعر مترجل ، حيث يأخذ كل شاعر ضيف دوره في التعبير عن مشاعره ، وقد يقوم الشاعر الضيف بالغناء بنفسه إن كان ضارباً للطبل الواقف ، وجميل الصوت وبارعاً في تقطيع الشعر على الإيقاع ، حيث يستخدم المغني لشعر الميدان مدوداً خاصة تميز غناء الميدان عن غناء غيره من الفنون ، أما إذا لم يكن كذلك لقن شاعره لضارب الطبل الواقف ليقوم هو بغناءه وهو يدق طبله . والإيقاع في دور السلام لا يختلف عن الدورين السابقين .
(دد) دور الغباشي :
هو ختام الرمسة قرب انبلاج الفجر ، والإيقاع والحركة ثابتان لا يتغيران ، ويشارك الضيوف من الشعراء فيه بشعرهم حيث يكون الشعر شعر وداع من الضيف لأهل المقام ( الخيمة ) .
خامساً : فنون محافظة مسندم :
تنعكس الطبيعة الفذة التي تتميز بها محافظة مسندم على مجموعة الغناء والرقص التقليدي العماني التي يمارسها سكان المحافظة ، حيث يلتقي البحر والجبل في مزيج نادرشكل المزاج القومي في الفنون على هيئة تختلف اختلافاً جذرياً عنه في غير مسندم من محافظات عمان وولايتها . ففي مسندم تلتقي فنون الرواح مع فنون البحر دون تناقض ، وتلتقي فنون السيف مع فنون فنون الشحوح في تكامل منسق وعلى الرغم من أن سكان محافظة مسندم يطلقون على الكثير من فنونهم التقليدية نفس الأسماء التي تطلق عليها في غير مسندم من مناطق عمان وولاياتها ، إلا أن هذه الفنون تتميز في محافظة مسندم بمميزات خاصة تجعل لها مذاقاً فنياً خاصاً يجعل من اليسيرالتعرف عليها بين مثيلاتها في التسمية من فنون عمان . ولما كانت محافظة مسندم هي الطرف الشمالي لأرض السلطنة ، وتقع أقرب ما تكون إلى الجزء الغربي من آسيا ، وعلى الطريق البحري المباشر بين عمان والمحيط الهندي ، فان عدداً من أنماط الفنون التقليدية العمانية يفصح عن تأثير هذا الموقع الجغرافي الفريد على تلك الفنون .
أ. فنون المحافظة :
الرمسة أو الرميسة أو الرماسية ، الرزحة أو الرزفة ، الوهابية ، العيالة أو الهوبية ، المسيرة أو الشلة أو الرضة ، الندبة ، العازي أو العازي أو الغزوة أو الكبكوب ، الرواح أو الهوى ، النهمة أو شلة البحر ، شلة المخطف ، شلة الباروة ، جرة الباروة ، السحبة ، الدان أو الميدان ، الليوا أو الدمدامة ، التومينة أو أومين أو التأمين ، المولد أو المولود أو المالد ، الجلويح أو الجلوة ، المعلاية ، النحل ، غناء وداع رمضان ، الطارق وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني محافظة مسندم:
(1) الرواح :
هو فن من الفنون التي يختص بها أهال مسندم ، ويؤدى للتسلية . ولعل تسمية الرواح بهذا الإسم ترجع إلى انه من فنون الترويح عن النفس والتسلية والمرح ، والرواح فن خاص بالبدو الذين يسكنون الجبال ، وفيه تقف مجموعة من الرجال في صف شبه مستقيم ومعهم طبولهم من أنواع الرحماني والرنة والكاسر تصل في مجموعها إلى ثمانية أو عشرة طبول ، ويتحرك ضاربي الطبول إلى الأمام وإلى الخلف ويدورون حول أنفسهم وهم يحركون أجسامهم إلى الأعلى قليلاً . يؤدى الرواح في مناسبات الزواج ، الختان ، وعيد الفطر ، وعيد الأضحى والمناسبات القومية والرسمية .
(أ) أجزاء الرواح :
وغناء الرواح له شلات مختلفة تختلف باختلاف الوقت الذي تؤدى فيه ، فالرواح يؤدى في الصباح وفي الظهر وفي العصر وفي المساء في أربعة أجزاء هي السيرح أو السارح ، الصادر أو الصادري ، الرواح والسيرية أو الساري .
سادساً : فنون المنطقة الجنوبية :
لفنون عمان التقليدية في المنطقة الجنوبية مذاق خاص يرتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرتين تاريختين هما ازدواج اللغة في المنطقة الجنوبية ، حيث يتكلم أهل الجنوب اللهجة العربية العمانية ، واللهجة الجبالية ، وتميز كل موقع من مواقع التجمع السكاني بتقاليد متوارثة منذ أيام عزلة البلاد قبل النهضة الحديثة المباركة ، وتمسك سكان هذه المناطق بالكثير من هذه التقاليد المستحبة . وتمثل منطقة الجازر نقطة إلتقاء الطبيعة بين المنطقة الجنوبية وشمال عمان ، جغرافياً وحضارياً وليس أدل على صدق هذا الإلتقاء من مجموعة الفنون التقليدية في الجازر ، والتي تلتقي فيها الرزحة بالهبوت ، والقصافية بالبرعة ، وفنون البدو مع فنون البحر إلتقاءً طبيعياً مفصحاً .
أ. فنون المنطقة
الهبوت أو الزامل ، المديمة ، الربوبة ، القصبة ، الشرح ، البرعة ، المدار ، فن الزنوج ، طبل النساء ، طبل العرب ، دان دان أودون ، لانزية ، سيلام ، فنون البحر ، نانـا ( عند حصاد اللبان ) ، الشوبانية ، المشعير ( هبوت النساء ) ، المكبور ( في الغزل ) ، الدبرار أو الدورور( غناء صناعة الفخار ) أو الدبرير ، التغرود ، السنارة ، هبوت الجبل ، الطارق ، الديراز ، سامعين سامعين ، فنون الراعي ، دانا ( من فنون النساء ) وغيرها من الفنون الكثيرة . وفيما يلي شرح مفصل لأهم فن يتم ممارسته بشكل كبير من قبل مواطني المنطقة الجنوبية :
الهبوت :
يعتبر الهبوت واحداً من أكثر فنون المنطقة الجنوبية إنتشاراً وشعبية ولفظ الهبوت اللغوي الجبالي يعني ( النشيد ) وهناك من يفسره بمعنى ( من وهب للشيء ) وهذا ما نخطئه لعلمنا الثابت بأن لفظ هبوت يعني في جباليتنا ( الأغنية ) أو ( النشيد ) وما يشبه ذلك من الفصيح . والهبوت بطبيعته فن المطارحات الشعرية والمزاح الشعري بين شاعر وآخر . ولا تقتصر هذه المطارحات على مناسبة أو موضوع معين ، وإنما تشمل مختلف جوانب حياة الناس بمعنى أن الهبوت عبارة عن منبر شعري تمكن من خلاله طرق مواضيع عدة قد تكون قضية خاصة بين شخص وآخر أو نزاعاً قبلياً على أرض و مرعى أو ثأراً بين قبيلة وأخرى . فالشعر في الهبوت يشمل أغراضاً شعرية عدة من مدح وفخر وتحية أو وساطة في صلح وحكمة ونصح ، أو في النجدة والحظور عند الطلب . يؤدى الهبوت في البادية والجبل والمنطقة الساحلية وفي مختلف المناسبات كالأعراس والختان وكذلك الأعياد الوطنية .
(أ) أشكال الهبوت :
لكل طائفة من أهل الجنوب هبوت ، منها : هبوت المدن ، هبوت الريف ، هبوت البادية ( الهبوت الماشي ) ، الهبوت الواقف بالبادية ، هبوت المهرة ، هبوت بيت كثير ، هبوت خدم السلطان ، هبوت الجنبة ، هبوت جبل العمري وهبوت النجدة .
دون شك فان الحركة الإجتماعية أخذت تتطور وتأخذ شكلاً جديداً مواكبة التطور في معالم الحياة المعاصرة ، وأخذت الفنون التقليدية بدورها عن هذا التغير ، ممثلاً في مشاعر وانفعالات الشعراء التقليديين العمانيين الذين بدءوا في العطاء منفعلين بالتغيرات الحادثة في بلادهم ، وهذا واضح في أبيات الشعر الإرتجالية التي تؤلف على الفور تبعاً للمناسبة . وبالرغم من امتزاج الفنون العمانية بفنون الأرض الخليجية وبفنون البيئات الأفريقية والآسيوية ، فهذا لا يمنع أن فنون عمان التقليدية احتفظت بخصوصيتها ومذاقها وطبيعتها العربية الإسلامية . ومن هنا يشيرهذا البحث إلى ضرورة المحافظة على هذه الفنون على اعتبار أنها سجل حي لتاريخ أبناء عمان يصل الماضي بالحاضر ويكون ركيزة لشروق شمس جديدة لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة تحت رعاية وقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق