تراث بلادي كم أنت جميل أيها الوطن وكم أنت رائع بما تحمله بين حناياك من عبق التاريخ وموروث الحضارات وشواهد لاتنسى على مد الدهر حفظ الله قائدنا وبلادنا من كل سوء ومكروه وأطال في عمر آبائنا وأمهاتنا وغفر لأجدادنا وجداتنا ممن كان لهم الفضل من بعد الله على مانحن فيه من سمعة طيبة ونعمة دائمة وتاريخ تليد وحاضرٍ مجيد
الاثنين، 3 يونيو 2019
السفن
طرق الحفاظ على العادات والتقاليد الإيجابية الأسرة هي المعلم الأول والأقدر على الحفاظ على منظومة العادات والتقاليد الإيجابية في المجتمع، وذلك من خلال نقل هذه العادات من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، ومن هنا فإنّ ذلك سيعمل حتماً على انتشار هذه العادات وعدم اندثارها، كما يجب أن يتم الحد من خلال الأسرة من التأثيرات الضارة للعولمة، ومن هنا فإنّ مهمة الآباء في هذه الأيام أعظم وأخطر من مهمة الآباء في أيّ وقت مضى، فهم مضطرون إلى الجمع بين فوائد التقنيات والوسائل الحديثة في الاتصال، وبين الحفاظ على العادات والتقاليد الحميدة الموروثة. المدرسة يمكن من خلالها أيضاً الحفاظ على القيم، وذلك عن طريق غرسها في الطلبة منذ الصغر، وتعليمهم الثقافة الأم، قبل تعليم الطلبة الثقافات الأخرى، لهذا فإنه من الإجرام –على سبيل المثال- أن يتم تعليم صغار الطلبة في المدارس العربية اللغات الأجنبية قبل اللغة العربية الأم. الاهتمام بالإعلام، وخاصة بما يبث من خلال أفلام ومسلسات الرسوم المتحركة، فالأفلام والرسوم المتحركة المستوردة التي تُبث على أنّها من ضمن البرامج المخصصة للأطفال ولكنها قد تحتوي على ما يناقض عادات المجتمع وتقاليده، لهذا فإنه ينبغي الاهتمام والتركيز على تقديم برامج، وأفلام، ومسلسلات رسوم متحركة محليّة تبث القيم الحميدة، وبنفس جودة الأجنبي، ويجب أن يكون ذلك من أولى الأولويات من أجل الحفاظ على الجيل الناشئ، والعادات، والتقاليد المجتمعية.
الخناجر
تعد الخنجر إحدى سمات الشخصية العمانية ، وقد تميز الرجل العماني بهذا المظهر الذي يعتبر من أهم مفردات الأناقة الذكورية ، والخنجر تصنع من الفضة الخالصة التي كانت تستخلص من صهر النقود الفضية المتداولة قديماً بعد فصل الحديد منها ، وهي عملية دقيقة قد تستغرق أكثر من شهر ، غير أن الوقت الأكبر كانت تستغرقه عملية النقش على صفائح الفضة
وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما :
النقش بالقلع : ويستخدم مسماراً دقيقاً لنقش الصفيحة الفضية حيث يتطلب ذلك صبراً ومهارة لتظهر النقوش كعمل فني متقن .
نقش التكاسير : وهو الطريقة الثانية وفيها يستخدم الصائغ خيوط الفضة في تزيين الخنجر وهذه من الأمور المستحدثة في صياغة الخنجر .
وتتعدد أنواع الخناجر فهناك النزواني الذي يتميز بكبر الحجم مقارنة بالصوري الذي تغرز في قرنه مسامير صغيرة على شكل نجمة أو متوازي أضلاع ، وهناك أيضاً الخنجر السعيدي التي تنسب إلى العائلة المالكة والخنجر الصحاري وغيرها ، والإختلاف يأتي من الحجم وشكل الخنجر ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به .
والخناجر على إختلاف أنواعها تحمل سمات مشتركة وتتكون من الأجزاء التالية :
القرن (المقبض) : وتختلف من منطقة إلى أخرى وأغلى المقابض ثمناً تلك المصنوعة من قرن الزراف أو الخرتيت ، أما الصندل والرخام فهي من الخامات البديلة لصناعة المقبض .
النصلة (شقرة الخنجر) : وتختلف من ناحية القوة والجودة وتعد من محددات قيمة وأهمية الخنجر .
الصدر (أعلى الغمد) : وهذا الجزء عادة ما يكون مزخرفاً بنقوش فضية دقيقة .
القطاعة (الغمد) : وهو الجزء الأكثر جاذبية في الخنجر ، ويكون مطعماً بخيوط فضية .
وتكمن قيمة الخنجر في القرن والنصلة ، فالقطاعة ، والصدر ، ومن ثم الطوق (أسفل المقبض) ، لذلك وبحسب القول السائد هي (زينة وخزينة) في آن معا .
والخنجر من الملامح العمانية التي تستمر المحافظة عليها ، فيندر مشاهدة رجل عماني لا يتمنطق خنجراً في حفل في حفل رسمي ، ولا سيما لدى الوجهاء والأعيان وفي المناسبات الوطنية والخاصة كعقد القران والزفاف والتكريم وغيرها . وإن كان الخنجر قديماً يحمل أساساً للدفاع عن النفس ، فإنه حالياً يعد من إكسسوارات الأناقة ولوازم الوجاهة التي لا يستغن عنها فالعماني يحرص على إقتنائها أو إهدائها كتحفة فنية رائعة .
وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما :
النقش بالقلع : ويستخدم مسماراً دقيقاً لنقش الصفيحة الفضية حيث يتطلب ذلك صبراً ومهارة لتظهر النقوش كعمل فني متقن .
نقش التكاسير : وهو الطريقة الثانية وفيها يستخدم الصائغ خيوط الفضة في تزيين الخنجر وهذه من الأمور المستحدثة في صياغة الخنجر .
وتتعدد أنواع الخناجر فهناك النزواني الذي يتميز بكبر الحجم مقارنة بالصوري الذي تغرز في قرنه مسامير صغيرة على شكل نجمة أو متوازي أضلاع ، وهناك أيضاً الخنجر السعيدي التي تنسب إلى العائلة المالكة والخنجر الصحاري وغيرها ، والإختلاف يأتي من الحجم وشكل الخنجر ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به .
والخناجر على إختلاف أنواعها تحمل سمات مشتركة وتتكون من الأجزاء التالية :
القرن (المقبض) : وتختلف من منطقة إلى أخرى وأغلى المقابض ثمناً تلك المصنوعة من قرن الزراف أو الخرتيت ، أما الصندل والرخام فهي من الخامات البديلة لصناعة المقبض .
النصلة (شقرة الخنجر) : وتختلف من ناحية القوة والجودة وتعد من محددات قيمة وأهمية الخنجر .
الصدر (أعلى الغمد) : وهذا الجزء عادة ما يكون مزخرفاً بنقوش فضية دقيقة .
القطاعة (الغمد) : وهو الجزء الأكثر جاذبية في الخنجر ، ويكون مطعماً بخيوط فضية .
وتكمن قيمة الخنجر في القرن والنصلة ، فالقطاعة ، والصدر ، ومن ثم الطوق (أسفل المقبض) ، لذلك وبحسب القول السائد هي (زينة وخزينة) في آن معا .
والخنجر من الملامح العمانية التي تستمر المحافظة عليها ، فيندر مشاهدة رجل عماني لا يتمنطق خنجراً في حفل في حفل رسمي ، ولا سيما لدى الوجهاء والأعيان وفي المناسبات الوطنية والخاصة كعقد القران والزفاف والتكريم وغيرها . وإن كان الخنجر قديماً يحمل أساساً للدفاع عن النفس ، فإنه حالياً يعد من إكسسوارات الأناقة ولوازم الوجاهة التي لا يستغن عنها فالعماني يحرص على إقتنائها أو إهدائها كتحفة فنية رائعة .
المندوس
كان ثمة فرق يعلمه العمانيون بين (المَندوس) و(السَّحَّارَه)، كان هناك فارق جوهري في الموضوع، وليس على مستوى الشكل فقط، وإلا فإن كل فرق بينهما من تشابه من حيث العموم يكاد لا يكون موجودا، فكلاهما مستطيل الشكل، وكلاهما له غطاء من الأعلى يأخذ شكلا مستطيلا، وكلاهما يتم وضع الأشياء فيه، وكلاهما يصنعهما نجار، وكلاهما يتم استخدامهما في البيت العماني، ولكنّ التاريخ ظل محتفظا بخصوصية ذات رمزية خاصة لـ (المندوس)، وأخرج (السحارة) من ذاكرة التاريخ الاجتماعي، اللهم إلا ما ندر.
ما الذي يجعل (المندوس) يحمل هذه الميزة الجوهرية في حضوره ورمزيته وأبعاده؟
من المهم معرفة أن أماكن وضع (المندوس)، والمناسبات المرتبطة به، وما يدور حوله من حكايات وقصائد تقال عامرة بها الذاكرة، وحضوره في البيئة المناسباتية والموضعية البيتية ذات نهج إجابيّ عن هذه التساؤلات.. في البيئة العمانية لا يمكن أن تذهب العروس إلى بيت زوجها من دون مندوسها، الذي يأتي العريس قبلا بـ (زهبتها) فيه، ليكون هو خزانة حياتها المستقبلية، وبيت خصوصيّتها بعد الزواج..
(المندوس) تجاوز مفهوم الشكل المستطيل، ليدخل في جغرافيا التشكيل، فخشبه من الساج، والساج يؤتى به من بلدان شمال أفريقيا ومن الهند، و(المندوس) يتم (تنجيده)، ليكون لشكله بعد جمالي مختلف، و(التنجيد) هو تشكيل مساحات الواجهة فيه، والمساحات الفراغية على (بابه) أو غطائه، بنجوم تشبه الدبابيس ذات الرؤوس في وقتنا الحاضر، ولكنها كانت أكبر حجما في السابق، وأحيانا يتم التزيين بمسامير صغيرة للغاية، يدق دقها بعد تشكيل الفراغ الواجهي لـ (المندوس)، لتأخذ بعد الانتهاء منه شكلا ملفتا وجماليا رائعا..
(المندوس) غالي الثمن، ولا يقتنيه أيّ كان، وبالتالي فإن وجوده يقتصر على الأسر المقتدرة؛ لأن قيمته تكمن في خشبه القوي العصيّ على الزمن والتقادم والخراب، ويتميز بالمتانة التي تصل إلى حد عدم اختراق المياه سطحه وتخريب ما في بطنه من أشياء ثمينة للمرأة والرجل على حدّ سواء..
المندوس ليس مجرد شكل عام يرمز إلى حقبة زمنية عابرة في تاريخ مكان، بل هو نكهة صناعية خاصة، فيه تضع المرأة ما يخصها، فكل ما لا تريد إظهاره مما يدخل في حوزتها فإنه يكون هناك؛ ولأن ما فيه ثمين وغال، سواء من الناحية القيمية أو من الناحية الشخصية المعنوية، فإن المحافظة عليه في مكان بارز من ناحية ومحميّ من ناحية أخرى هو ما يجعله يأخذ هذه المساحة من الخصوصيّة. ولعل ذلك مهم في إعطاء المندوس حياته الواقعية؛ وهو أي (المندوس)، لا يرتبط بالمرأة فقط، فلأنه خزانة من حيث الدور، ومهم من الناحية الموثوقية، فقد استخدمه التجار أيضا، لحفظ أوراقهم وصكوكهم وأموالهم وما يشير إلى حقوقهم وخصوصياتهم أيضا.
(المندوس) ليس مجرد شكل حافظ، بل هو روح ثقافة، وقلب بشر كان جزءا ثمينا من وجودهم؛ ولأنه كذلك، فقد تجاوز زمنه، وصار جزءا من زمننا المعاصر، فهو رمز تجاري، ورمز تاريخي، ورمز استهلاكي حياتي، أي أنه ما زال جزءا من التاريخ، ممتدا على مدار أجيال من العمانيين.
حنّاء عُمان زينة ودواء
للخضاب، أي عجين الحنّاء، في سلطنة عُمان حكاية مغرقة في القدم وضاربة في الجذور التاريخية لهذه البلاد. يذكر الكثير من المصادر أنّ خضاب عمان كان الأفضل، والأقوى صبغةً، والأثبت لوناً، وكان الناس من عمق الجزيرة العربية يطلبونه. كان التاجر العماني يحمل ما تيسر له من الحنّاء واللومي (الليمون اليابس) والتمور والبخور من سهل مرباط في محافظة ظفار، وينطلق بقافلته إلى عمق الجزيرة وصولاً إلى بلاد نجد والحجاز. يبيع بضاعته إلى قبائل العرب من بني تميم، وقريش، وكنانة، وتغلب، وعلى رأس تلك البضائع مدقوق الحنّاء.
لم يقتصر حضور الحنّاء في الثقافة العمانية على أغراض الزينة فحسب، بل كانت تستخدم كإشاراتٍ دالةٍ على المنزلة والمكانة للنساء في المجتمع. وشملت في دلالاتها التفريق بين المتزوجة وغير المتزوجة. وكانت تقدم زهورها وأوراقها إلى الإله "باجر أو باحر" ما قبل الإسلام في طقس التقديس الوثني السنوي. كذلك، ذهب كثير من العرّافين (المعلّمين في المحلية) إلى استخدام رموزها في كشف الطالع والتنجيم وفكّ أعمال السحر، وكتابة الطلاسم.
وفي نبش للذاكرة، تفرد السبعينية سليمة الغيثي من ولاية إزكي، ما تيسر لها من ذاكرة حيّة عن القيمة الرمزية التي أولتها المرأة العمانية لمدقوق الحنّاء: "في ما مضى كنّا نقطف أوراق الحناء، ونجففها ثم نطحنها ونغربلها. وعندما نرغب في استخدامها نخلطها مع مدقوق اللومي اليابس والماء".
تضيف أنّ مخلوط الحنّاء كان يجهز قبل أيامٍ من استخدامه، وبخاصة في أيام الأعياد: "قبل العيد بأيام، كانت النسوة يعجنّ الحنّاء، وقبله بيوم يخضّبن الصغار من الجنسين في اليدين والقدمين قبل النوم، وكذلك تفعل الأمهات. لم تكن الحنّاء على أيامنا كالحنّاء اليوم، فلم تكن هناك رسوم أو أشكال". تضيف أنّ المرأة المتزوجة كانت تتحنّى لزوجها الغائب عندما يعود، وكان خضاب الحنّاء يوزع على الحضور يوم ختان الأولاد الذكور في احتفال يجمع كلّ أهل القرية. كذلك تُعلّق أغصان الحنّاء على البيوت مع سعف النخيل لاستقبال العائدين من الحج.
لم يقتصر حضور الحنّاء في الثقافة العمانية على أغراض الزينة فحسب، بل كانت تستخدم كإشاراتٍ دالةٍ على المنزلة والمكانة للنساء في المجتمع. وشملت في دلالاتها التفريق بين المتزوجة وغير المتزوجة. وكانت تقدم زهورها وأوراقها إلى الإله "باجر أو باحر" ما قبل الإسلام في طقس التقديس الوثني السنوي. كذلك، ذهب كثير من العرّافين (المعلّمين في المحلية) إلى استخدام رموزها في كشف الطالع والتنجيم وفكّ أعمال السحر، وكتابة الطلاسم.
وفي نبش للذاكرة، تفرد السبعينية سليمة الغيثي من ولاية إزكي، ما تيسر لها من ذاكرة حيّة عن القيمة الرمزية التي أولتها المرأة العمانية لمدقوق الحنّاء: "في ما مضى كنّا نقطف أوراق الحناء، ونجففها ثم نطحنها ونغربلها. وعندما نرغب في استخدامها نخلطها مع مدقوق اللومي اليابس والماء".
تضيف أنّ مخلوط الحنّاء كان يجهز قبل أيامٍ من استخدامه، وبخاصة في أيام الأعياد: "قبل العيد بأيام، كانت النسوة يعجنّ الحنّاء، وقبله بيوم يخضّبن الصغار من الجنسين في اليدين والقدمين قبل النوم، وكذلك تفعل الأمهات. لم تكن الحنّاء على أيامنا كالحنّاء اليوم، فلم تكن هناك رسوم أو أشكال". تضيف أنّ المرأة المتزوجة كانت تتحنّى لزوجها الغائب عندما يعود، وكان خضاب الحنّاء يوزع على الحضور يوم ختان الأولاد الذكور في احتفال يجمع كلّ أهل القرية. كذلك تُعلّق أغصان الحنّاء على البيوت مع سعف النخيل لاستقبال العائدين من الحج.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)