تبرز السعفيات كإحدى أشهر المشغولات اليدوية وأكثرها انتشارًا وتنوعًا على مستوى ولايات السلطنة وتعد من الصناعات القديمة التي تصنع من سعف النخيل وتميّزت المرأة العمانية بصناعتها وإجادتها قبل عقود. وقد يصح القول أنّ البيوت العمانية تكاد لا تخلو من المشغولات اليدوية، وقد أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظة الله ورعاه - اهتمامه السامي الكريم بالحرف والحرفيين باعتبار أن هذه الصناعة هوية تحفظ الكثير من تراث البلد العريق.
وفي مقدمة المعروضات، (التفل) وهو عبارة عن مشغول سعفي يصنع بطريقة دائرية ويستخدم قديما كالصحن الكبير الذي يقدم به الأكل أثناء الوجبات اليومية ويقدمون فيه الخبز بمختلف أنواعه وكذلك لتنقية الأرز من الأوساخ والأرز الفاسد قبل طبخه. وهناك ما تسمى بــ(الكفاية) وهي مثل التفل إلا أنها صغيرة الحجم ولها نفس الاستخدامات وتصنع بنفس الطريقة وتصنع كلتاهما بألوان مختلفة دائرية مع اللون الكريمي للسعف لتعطي منظرًا رائعا عند النظر إليها، وهذا ما يجعلها حاليا زينة جميلة في أي بيت ظفاري لما لها من ألوان وأشكال جميلة.
وهناك "القفة" وهي عبارة عن سلة تصنع بطريقة دائرية ومنها الكبيرة والصغيرة فالكبيرة تستخدم لتخزين الطعام فكانوا قديما يخزنون فيها الخبز بعد صنعه ليحافظوا عليه ولتخزين طعامهم لكي لا يتأثر برطوبة الجو أو العوامل الأخرى، أما الصغيرة فكانوا بالماضي يستخدمونها لتخزين الأشياء الصغيرة كأوراق التامبول وهي عبارة عن أوراق خضراء ومستلزماتها وأيضا كسرات الخبز المتبقية، ويضاف إلى بعضها عدة ألوان من السعف لتظهر بأشكال جميلة لتناسب ديكور وألوان كل بيت.
ومن المشغولات السعفية الجميلة ما يسمى بـ "الجرية" وهي عبارة عن صحن مقعر يستخدمونه ليحلبون فيه الحليب الطازج من الأبقار والإبل، ويشربون منه كذلك إذ يصنعونه بطريقة جدًا مميزة وباتقان بحيث لا تتسرب منه السوائل.
وهناك "المصافة" وهي أداة لتنظيف المنزل من الأوساخ ولها قدرة فعّالة على إخراج حتى أصعب الأشياء من الأرضية وتصميمها الضعيف يساعدها على اختراق الأماكن الضيقة وتنظيفها ولا يخلو أي بيت ظفاري من المصافة حتى مع التطور في الأدوات الحديثة للتنظيف.
ولا نغفل المروحة المشهورة في محافظة ظفار وهي مروحة صغيرة يضاف إلى طرفها عود لتمسك المرأة بها لسهولة تحريكها وهي تستخدم أثناء الحر لجلب الهواء وإبعاد الذباب والحشرات عن الأطفال وكذلك أثناء الأعراس لجلب الهواء إلى العروس والحاضرات من النساء، وتعد من أدوات زينة المرأة الظفارية وتصنع بشكل مستطيل من سعف النخيل وبألوان مختلفة وعودها عود متوسط السمك لكن قوي لزيادة فائدته في جلب الهواء.