الجمعة، 14 ديسمبر 2018

التعليم في عمان

نتيجة بحث الصور عن وسائل التعليم القديمةنتيجة بحث الصور عن وسائل التعليم القديمة
طرق التدريس تعرف طرق التدريس بأنّها الأساليب والإجراءات التي يتبعها المعلم داخل غرفة الصف لإيصال معلومة، أو فكرة جديد للطلاب وتعتمد طرق التدريس على مدى إتقان المعلم لهذه الطرق ومدى المهارة التي يمتلكها لإيصال المعلومة بالشكل الصحيح فالمعلم يجب أن يزيد فضول الطلبة حتى تكون عملية التعليم ممتعة بشكل أكثر، كما يجب على المعلم أن يستحث دافعية الطلبة لتكون عملية التعليم أنجح لأنّ الدافعية والاستعدادية لا تأتي إلا بالتعليم بطريقة فعالة.[١]
طرق التدريس قديماً وحديثاً للتدريس قديما وحديثا هناك طرق عدة أهمها:[٢] تعتمد الطرق القديمة على استراتيجيات بسيطة لا تفي بغرض التعلم ولا تلبي حاجاته الأساسية في عملية التعليم فهي تضع المتعلم في مكان التلقي وأهم هدف يمكن تحقيقه هو مدى حفظ المتعلم للمعلومات، ويعتمد المعلم على طريقة الإلقاء ولا يوجد هنا دور يذكر للمتعلم، أما الطرق الحديثة فهي تعتمد على طرق وأساليب حديثة تصب اهتمامها على المتعلم، ومدى تفاعله معها، في حين أنّ الطرق القديمة لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة فهي تنظر إلى الصف كأنّ جميع طلابه في المستوى نفسه، إلا إنّ الطرق الحديثة تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وتهتم بمشاكل الطلبة الذين يعانون من مشكلات تعلم. يطلب من المتعلم في الطرق القديمة التركيز على حاسة السمع والبصر فالمعلم يشرح على السبورة فالطالب يستمع للمعلم وينقل ما يكتبه المعلم، وهكذا تكون عملية التعلم خالية من التفاعل بين المعلم والطالب وبين الطلبة أنفسهم، لذلك اعتمدت الاستراتيجيات الحديثة على استخدام ادوات متعددة وازداد التفاعل الصفي. كان الطالب يعتمد بشكل كبير على الكتاب المدرسي وما يحتويه من معلومات، أما في الطرق الحديثة فأصبح الطالب يحصل على المعلومات بطريقة اسهل وأسرع من خلال الشبكة العنكبوتية العالمية.
أنواع طرق التدريس لطرق التدريس هناك أنواع عدة:[٣] المحاضرة: تعتمد هذه الطريقة بشكل على المعلم حيث يشرح المعلم دون توجيه أي سؤال من قبل الطلبة، وغالباً ما تستغرق هذه الطريقة مدة ساعة إلى ساعتين. المناقشة: تعتمد هذه الطريقة على التفاعل بين المعلم والمتعلم، حيث لا يلقي الشرح كله على المعلم إنّما يتم طرح موضوع من المعلم وتتم المناقشة في هذا الموضوع من المتعلم. الحوار: تسمى هذه الطريقة بالطريقة السقراطية الذي يعد سقراط أول من اتبعها مع طلابه. القصة: يتم سرد المعلومات من المعلم على شكل قصة، لذا غالباً ما تكون هذه الطريقة ممتعة للطلبة. حل المشكلات: في هذه الطريقة يشعر الطالب أنّه يواجه مشكلة يجب عليه البحث عن حلول لها.






نتيجة بحث الصور عن وسائل التعليم الحديثةفي عمان

البيوت العمانية

 اختلف البناء التقليدي العماني من منطقة إلى أخرى حسب التنوع الجغرافي الكبير للسلطنة، فبيوت الساحل مختلفة عن بيوت الداخل، وبيوت الصحراء تختلف عن بيوت المدينة، حتى بيوت الساحل التقليدية تختلف من منطقة إلى أخرى سواء من خلال التقسيم أو من خلال المواد المستخدمة والتي غلب عليها الطين والسعف العريش والخشب والتي تتميز بخفة المواد المستخدمة في بنائها، أو حتى من خلال طريقة البناء وكلها صممت من أجل الاستفادة من تغييرات الجو ونسيم الهواء الذي تتم الاستفادة منه لتهوية البيوت وساكنيها، عن طريق تسهيل مرور تيارات الهواء اللطيفة من البحر إلى المباني، كما يمكن ملاحظة وجود بيوت صيفية وأخرى شتوية .
بيت البرندة في مسقط استضاف قبل فترة معرضاً للبناء التقليدي في السلطنة الذي نظمته الجامعة الألمانية ممثلة بقسم التخطيط والتصميم المعماري، ولم يكن يخطر على بال الكثيرين من الذين حضروا معرض التعريف بالبناء التقليدي في السلطنة أن المعرض سيكون بهذه النوعية أو الطريقة كون العنوان الواضح هو أنه سيكون مكرسا للبناء التقليدي العماني من هندسة وبناء ومواد مستخدمة للبناء، لكن الواقع كان مختلفاً كونه أعاد الطلبة الدارسين للبحث عن كل ما يتعلق بالبناء التقليدي بالسلطنة من خلال بحثهم هم، فعند دخول بيت البرندة في مسقط ومن ثم الحديث والاستماع إلى المسؤولين وحتى المشاركين في المعرض تشعر بأن الأمور لا تتعلق بذلك بل تتجاوزها إلى البحث عن تاريخ البلد من خلال الجهود المدروسة للطلاب في هذا المجال ومن خلال دراسات ميدانية لعدد من المناطق الأثرية والبحث عن طرق وقوانين البناء في الماضي من جهة وتاريخ السلطنة المعماري من جهة أخرى .
الطلبة قاموا بدراسة ميدانية لعدد من مناطق السلطنة الأثرية وقوانين البناء في الماضي وتاريخ السلطنة المعماري، وآلية البناء في الماضي وتوزيع الأراضي والمباني وجميع العناصر المعمارية من جدران وفتحات الأسقف، كما قاموا بجمع المقابلات مع المعمرين في تلك المناطق بتسجيلات موثقة ليتمكن الزوار من الاستماع إليها . ويهدف المعرض كما قالت المشرفة على المشروع دانييلا أوتمان إلى إحياء المعرفة التي تطورت على مر السنين، من أجل نقل هذه المعرفة إلى التطوير العمراني مستقبلاً في السلطنة، من خلال جمع الوثائق المتعلقة بتاريخ ورواد العمارة التقليدية العمانية القديمة .
الطلبة أخذوا بعض المناطق وقاموا بدراستها وهي مطرح، ومسقط، وبوشر، وسمائل، وإبراء، والرستاق . حيث كان الهدف هو جمع أكبر قدر من المعلومات عن تاريخ المنطقة، وزيارات ميدانية للمنطقة وتصويرها، ورسم مخططات المباني، ومن ثم محاولة الوصول للشكل الأصلي للبيت قبل تأثره بعوامل الزمن وكذلك معاينة الشوارع والأسواق، إضافة إلى إحضار شيء من تلك المنطقة على أن يكون تقليدياً ويستخدم في الماضي أو من آثار المنطقة القديمة من أجل التوثيق .
وقابل الطلبة أشخاصاً من كل منطقة، وبعض البنائين الذين كانوا يعلمون في بناء البيوت القديمة التقليدية وكيفية إتمام البناء والحصول على الأرض والبناء عليها والقوانين السابقة والأعراف السائدة في تلك الحقبة، والمواد المستخدمة وطريقة البناء وكل ما يتعلق بعمليات البناء، والمقارنة بين البيوت الحديثة والقديمة من حيث المساحات والتقسيم أيضاً .
واكتشف الطلبة من خلال بحثهم ودراستهم في المشروع الذي يمكن اعتباره عملا توثيقيا بامتياز اختلاف البناء من منطقة إلى أخرى واختلاف المواد المستخدمة في كل منطقة .
الزيارات لهذا المعرض والمشروع لم تقتصر على المهتمين بهذه الأمور بل تعدته إلى كل من يريد معرفة الكثير عن البناء التقليدي وما استخدم في عملية بنائه، وكان واضحاً أن الطلبة كانت سعادتهم كبيرة بما بذلوه لأنهم استعادوا الكثير من الذاكرة القديمة للواقع الحضاري الحالي، وتبين لهم جميعا أن البناء التقليدي الأساسي لم يكن ارتجاليا بل كان مدروسا بطريقة دقيقة بدليل اختلاف البناء من منطقة إلى أخرى، أيضا استخدام المواد التي كانت كلها مسخرة لتصميم وبناء بيوت تقي الساكنين حرارة الصيف الحارقة وتقيهم برودة الشتاء القارس .
معرض توثيقي وعلمي اعتمد على الواقع من خلال مقابلة أصحاب الشأن، ومن ثم قارنوا كل ما حصلوا عليه مع الواقع الحديث الحالي فكانت الدراسة جميلة للغاية أعادت الأبنية الجميلة التي لم يبق منها إلا القليل للحياة سواء في المناطق الريفية أو في المدن والتي طالت يد الترميم بعضها وإن لم يستطع أحد أن يشير إلى التأثر في بعض المناطق خاصة في الساحل ببعض فنون العمارة الخارجية بحكم تجوال وسفر أبناء هذه المناطق مع المحافظة على الخصائص والمواد الموجودة في السلطنة في كل منطقة .                             


نتيجة بحث الصور عن البيوت العمانية القديمة

حول حول



 هي واحدة من المناسبات الاجتماعية التي لا تزال مستمرة إلى وقتنا الراهن في المجتمع العُماني وتسمى " الحول حول " ، وهي للدلالة على اكتمال الحول أو السنة للمولود منذ ولادته وقدومه إلى كنف العائلة ذكرا كان أو أنثى .                                         
تدرج الاستعدادات لمناسبة " الحول حول " ..
اجتماع الأُسرة ( أُسرة المولود ) الذي أكمل حوله الأوّل لمناقشة حجم ووقت الاحتفالية ، ومن ثم تحديد تاريخ مُعيَّن لجمع الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء إحياءً لهذه المناسبة.
                                                                       
هنا يتكفّل رجال الأسرة أو أحد الصبية الراشدين فيها بالمرور على منازل القرية  منزل بعد آخر ليبلغ الجميع رجالاً وصِبية بموعد هذه الاحتفالية داعيا إياهم بالتفضّل بالحضور في الموعد المُقرّر                                              
-كذلك هو الحال لدى النسوة فإنه يتم تعيين أو تخصيص امرأة أو فتاة تحمل هذا الخبر من منزل لآخر داعية النساء والفتيات لهذه المناسبة.
البعض يُسمَّي أو يُطّلِقُ على اسم المناسبة أو الاحتفالية بعُمان اسم ( الحوشة ) والحوشة هنا يقصد بها أن يذهب شخص موكّل من طرف العائلة ليحوش أي يستدعي أو يدعوا الناس لحضور مناسبة مُعيَّنة كالزواج أو عقد القِران أو وجبة كبرى تجمع أهل الحي والمعازيم سواءً كانت وجبة غذاء أو عشاء أو الحول حول وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
مناسبة الحول حول قد تقام في النهار بإعداد وجبة الغذاء ، أو كوجبة عشاء بوقت المساء حسب اختيار الأُسرة أو مراعاة ظروف الجو ، ففي الصيف يُفضّل أن تقام المناسبة بجو لطيف كوقت المساء والعكس بالشتاء.
كي يتم الاستعداد المناسب لهذه الاحتفالية ، يكون الإعداد التقليدي لطبخ  الطعام ، فما يزيده أكثر جمالاً وروعة  ويضفي عليه طعم أخاذ هو اجتماع أهل القرية بعد صلاة الفجر ليوم مناسبة الحول حول لذبح الذبائح كانت أغنام أو أبقار أو خرفان.
تُحضر الذبائح ويتم ذبحها وسلخها وغسل لحومها للتخلّص من دماءها في جو من الألفة والسعادة والتعاون والتكاتف من أجل المساعدة في تحضير وطهي اللحوم والأرز.
بعدها تنقل هذه الذبائح إلى مقر الطبخ المعهود في القرية ليقوم رجال كبار ومهرة في مزاولة الطبخ باستقبال اللحوم وتوزيعها على القدور الكبيرة أو ما يسمى بالمراجل ليتم غلي اللحم وتجهيزه لمراحل التحضير القادمة.
يتوزع شباب القرية المشاركين بمكان الطبخ مشمرين عن سواعدهم في بوتقة جميلة من التعاون تنصهر فيها كل الجهود ، فهذا يساعد في تخليص الثوم من القشر وذاك يقطع البصل وذاك يخلط معجون الطماطم وكل ما تم جمعه من خُضار للتقطيع ، وكلٍ يتلقَّى التعليمات من أولئك الطباخين الماهرين أصحاب الخبرة في هذا المجال.
هنا يقتصر دور الطبخ على الرجال دون النساء وكذلك هو الحال في أغلب المناسبات.
بالنسبة للوجبة ، هنالك من يذهب إلى التعاقد مع المطاعم الحديثة لتوفيرها للمدعوّين هرباً من الاشتغال بأمور الإعداد أو الطبخ التقليدي والذي يُستخدم فيه عادة الحطب كجذوع النخيل أو حطب شجر السمر الذي يأتي به الأهالي من الأماكن الصحراوية.
هذا وقبل وقت من بداية احتفالية الحول حول تكون الوجبة المُكونة من الرز واللحم الطازج قد تم تجهيزها ، ولم يتبقَّ سوى استقبال المدعوّين لتناول هذه الوجبة .
بعد حضور الرجال في مجلس القرية الذي يجمع كل المدعوّين للمناسبة يتم تقديم واجب الضيافة كتناول الحلوى أو التمر بالإضافة إلى الفواكه والقهوة العُمانية ومنها يتم إرسال إشارات بعدد الصحون التي يتطلبُها المجلس لمن يقوم بالإشراف على توزيع الأرز واللحم لسد وتغطية عدد الحاضرين بالمجلس، يصحب ذلك توزيع الماء والتمر مع كل صحن يوضع أمام الضيوف.
ننتقل إلى الجانب النسائي داخل منزل اسرة الطفل المحتفل به ، هنا تأتي نساء القرية القريبات والجارات لهذه الأُسرة بعد وقت طلوع شمس صباح الحول حول للمساعدة في تنظيم وفرش المنزل بالسُجّاد ونحوه وتحضير القهوة لجميع المحتفلين لاحقاً ومنهن من يقمن بالإشراف على استقبال النساء الآتيات للاحتفال وتقديم الخدمة والضيافة لهنَّ حتى موعد رحيلهن بعد فترة لاحقة.

هنالك من النساء من يقمن بجلب أوراق الليمون أو السفرجل أو المانجو ولابد أن تكون هذه الأوراق خضراء وليست باليابسة ثم يتم غسلها وتجفيفها من الماء ليتم وضعها بعد ذلك بداخل مشغولة سعفية تقليديّة تُستخدم في حصاد ثمار النخيل وهي ما يطلق عليها باللهجة المحلّية ( القفير / الجفير ) أو ( المَجد ) )   ،
يضاف إلى أوراق الشجر هذه ما يبهج ويفرح الأطفال كقطع الحلوى المُغلّفة وبعضٍ من النقودِ المعدنيّة والورقيّة في بعض الأحيان ، وكذلك يخلط بجوف هذا القفير شيء من الوجبات الخفيفة والمُملّحة كالبطاطس المجففة المعبئة في أكياس بالإضافة إلى بعض البسكويت والفوشار أو ما يسمى بالمحلّي بالفُرّاخ ونحوه .
يُحضر أطفال القرية بوسط فناء منزل الحول حول ( الحوش ) ويطلب منهم أن يتجمهروا ويرفعوا أصواتهم مُرددينَ بعض العبارات كترديدهم : حول حول كمّل حول ، حول حول كمّل حول  ، وبكل مرّة يطلب منهم الترديد حول حول كمّل حول ، هنا يصبِحُ للأطفال جو وعالم آخر حتى أنه يشد فضولك محاولاً الدخول إلى مشاهدة هذا المشهد الرائع والجذّاب والأخاذ حقاً.
بعدها يحمل الطفل ( عريس المُناسبة ) فوق كتف إحدى قريباته لتشق به جمهرة الأطفال وتقف به بالمنتصف والأطفال يهزجون .. حول حول كمّل حول
وهنالك إهزوجة أخرى ببعض محافظات السلطنة تقول:
حول حول يا صغيرين
حولٍ دايم يا صغيرين
تاتيه حظه مشى
خطوة خطوة يا صغيرين
هذه بيسة وفُرّاخ
هذا سبال وحنّاء
تأتي بعدها إحدى النساء بالقفير الممتلئ بما تم وضعه بداخله من أوراق شجر ونقود وقِطعِ حلوى ليتم نثره فوق رأس الطفل المحتفل به وما أن تسقط وتتناثر تلك الأوراق والنقود الا ويشتد هجوم الأطفال للتنافس على جمع المفاجآت المنهمرة عليهم وقد تزداد الغلة بتحضير المزيد مما قد تم رصده لهم بحاويات سعفية أخرى.
هنا تعم الابتسامة والسعادة والفرحة في المكان ، حيث هذه المناسبة تبعث السرور من تصرفات الصغار وتشتت فكرهم بالمنافسة على اللحاق بالمفاجآت المنهمرة على الطفل المحتفل به .
بعض الأطفال المحتفل بهم يصلون إلى حد البُكاء من الدهشة والصدمة لأنهم لا زالوا لا يعون ماذا تصنع أُسرهم بهم بهذه المناسبة ولما هذا التجمهر من الأطفال ولماذا يتم نثر هذه الأوراق فوق رأسي ولما هذا الضجيج ؟!  
بعد أن تشارف احتفالية الحول حول الطفل على الانتهاء ، يتم توزيع الهدايا الأجمل على كافة الأطفال كمُكافأة من الأُسرة لقاء حضورهم والمشاركة في هذه الاحتفالية الاجتماعية البسيطة ، الكبيرة في معانيها. 

حينها يتم توزيع الأرز - وجبة الغذاء على النساء والأطفال ثم بعدها يكون إعلان نهاية الاحتفال وتوديع المدعوّين لأسرة الحول حول والدعاء لهم ولطفلهم بالخير                                       




نتيجة بحث الصور عن معلومات حول حول يا صغيرين


القهوة العمانية

القهوة هو أحد الجوانب الأساسية والمهمة في الضيافة لدى المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع العماني بشكل خاص حيث يشيع إعداد القهوة وشربها بين الرجال والنساء، ويتمتع الناس من مختلف شرائح المجتمع بتقديمها في المناسبات الاجتماعية واللقاءات العائلية والمجالس العامة والبيوت والأسواق والمقاهي وغيرها من الأماكن التقليدية.
ولا تزال القهوة عند العُمانيين عنوانا للأصالة والكرم ومرادفة لحسن الضيافة والقيم الأصيلة وهي تراث عميق ارتبط بالعماني في حله وترحاله وغناه وفقره وأفراحه وأتراحه، بل إن كثيرا منهم تعد القهوة عنده مفتاح نهاره وراحة منتصفه وجليسة رواحه، وهي بسننها وطقوسها عادة لها احترامها تتوارثها الأجيال ويحافظ عليها ويتعلمها الأبناء في مجالس آبائهم وعائلاتهم وقبيلتهم، وفي طريقة إعدادها تفرد يختلف من بلد لآخر، وللقهوة العمانية مذاقها الخاص وقواعدها وأسلوبها وبدونها كأن الضيف لم يتم استقباله ولم يقدم له واجب الضيافة.
ويقول إبراهيم بني عرابة: “لأهميتها باعتبارها جزءا من التراث الثقافي وحرص المجتمع على تواجدها ضمن ممارساتهم اليومية والحفاظ على طرق تحضيرها وتوارث عاداتها وتقاليدها، أقرت اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي باليونيسكو تسجيل القهوة العربية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو ضمن ملف مشترك تقدمت به السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر خلال اجتماع اللجنة العاشر الذي اقيم في العاصمة الناميبية ويندهوك في الفترة من 29 نوفمبر إلى 4 ديسمبر عام 2015م بحضور ممثلين عن 175 دولة”.
وأوضح إبراهيم بني عرابة في تصريح لوكالة الانباء العمانية: أنه “بحسب الملف الذي اعتمد والمقدم من الدول الأربع فإنه قد تم تطبيق المعايير الأربعة على عنصر القهوة، وهي المعايير الأساسية التي وضعتها اتفاقية اليونسكو لعام 2003م والتي صنفت القهوة بأنها عنصر من التراث الثقافي غير المادي ضمن الممارسات الاجتماعية، والطقوس والأحداث الاحتفالية ، كما أنها تنطوي في بعض ما يرتبط بها على مجال الحرف التقليدية من خلال مجموعة من الأدوات المستخدمة لإعداد وتقديم القهوة، بالإضافة الى ارتباطها بالتقاليد الشفوية وأشكال التعبير نظرا للروايات والقصص التي ترافق تحضير وتناول القهوة”.
ومن حبوب البن التي تجلب من مناطق مختلفة من دول العالم مثل اليمن واثيوبيا وسريلانكا والهند والبرازيل وغيرها كانت عملية تحضير القهوة تتم امام الضيوف في المجالس حيث يتم وضع حبوب البن في مقلاة (محماس) كبير من الحديد المسطح، ويتم تحميصها برفق على النار بدرجات متفاوتة حسب النكهة المطلوبة وذلك بتحريكها بطريقة معينة باستخدام أداة حديدية أو خشبية صغيرة مع نهاية مدورة أو مربعة، ثم يتم وضع البن في (الموقعة) وهي من الخشب أو المعادن على شكل دائري مقعر من الداخل وتطحن بواسطة (هاون أو مدق) معدني لطحنها لتصبح ناعمة، ثم يضاف البن المطحون بقدر معلوم الى الماء المغلى في وعاء نحاسي على النار لدقائق معدودة يقدرها صانعها ثم تسكب في وعاء القهوة الذي يسمى (دلة) وهي الأداة التي تحفظ فيها القهوة ساخنة، لتسكب بعد ذلك في أكواب صغيرة (فجان/فنجال) لتقديمها للضيوف، حيث يكون طعم القهوة العربية قليل المرارة، ويضاف في أحيان كثيرة اليها الهيل أو الزعفران أو ماء الورد أو بعض التوابل مثل القرنفل وتقدم غالبا بصحبة التمر أو الحلوى.
وفي محافظات السلطنة يتم تقديم القهوة بعد أن يتبادل المضيف والضيف سؤالا قصيرا عن الأخبار التي يمكن أن يكون قد أتى بها الضيف أو يعرفها المضيف، وعادة ما تكون الإجابة من الطرفين مطمئنة، بها من الثناء والحمد الكثير، ثم يتم تقديم ما تيسر من التمر أو الحلوى أو الفواكه والحلويات قبل شرب القهوة.
ويقول حمد بن محمد الفارسي من محافظة جنوب الشرقية: إنه “عندما يأتي دور تقديم القهوة فإنها تخضع لتقاليد دقيقة أشبه ما تكون بالقوانين تحكم المضيف والضيف معا، ولا يجوز الإخلال بها، ولهذا تراعى فيها كل المعايير والنظم والتقاليد والآداب الاجتماعية المتوارثة التي يحترمها الجميع ويحرص العمانيون والعرب بشكل عام على ترسيخها في نفوس أبنائهم وتعليمها لهم وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل وذلك من خلال مجالسهم التي تكون القهوة حاضرة فيها دائما”.
ويضيف الفارسي: إنه “عند تقديمها للضيف يجب أن تكون ساخنة صافية في دلتها ويكون المقهوي وهو من يقدمها من أبناء المضيف أو أحد أقربائه ممن لديه الخبرة في عادات تقديمها أو المضيف بنفسه، ويجب على المقهوي أن يعرف مكان وقوفه أمام الضيف، ولا يحجب الرؤية عنه، ولمن يقدمها من الجالسين أولا حسب أصولها، حيث يمسك الدلة باليد اليسرى والفناجين على راحة اليد اليمنى مع وضع الفنجان الأول الذي ستصب فيه القهوة بين أصابع الابهام والسبابة والوسطى ليسهل على الضيف تناوله والامساك به، وينحني المقهوي قليلا ليصبح الفنجان أدنى من صدر الضيف وفي متناول يده، وتكون كمية القهوة المقدمة لا تتجاوز رشفتين صغيرتين أو ثلاث بحيث تغطي كمية القهوة قاع الفنجان بارتفاع بسيط، ويجب على المقهوي ألا يتوقف عن صب القهوة للضيف حتى تصدر منه إشارة الانتهاء وهي إما لفظا أو بهز الفنجان بيده اليمنى للمقهوي الذي يجب عليه أن يحرص على الضيف بأن يطلب منه زيادة شرب فنجان آخر اكراما له، وإن أبى ابتعد المقهوي”.
وأوضح أن على الضيف واجبات هو الآخر، فمن العرف أن يتناول القهوة باليد اليمني وهو جالس باحترام والتصرف بغير ذلك مخالفا لآداب الضيافة العمانية، وفي ذلك يقول الشاعر: اللي يريد الكيف يرخي يساره ويقعد على حيله ويأخذ بيمناه، كما على الضيف ألا ينشغل بالحديث ويترك المقهوي واقفا لفترة طويلة وأن يعيد الفنجان إلى المقهوي بحيث لا يضعه في مكان ما بعد الانتهاء من شرب القهوة، كما أن عليه بعد الاكتفاء من أن يأتي بإشارة إلى انتهائه وذلك إما لفظا مع هز الفنجان أو بهز الفنجان والتعبير عن شكره لصباب القهوة”.
وقال: إنه “في الوقت الحاضر تطورت صناعة القهوة بدخول الأجهزة والأدوات الحديثة الى المنازل واختلفت أدواتها، وأصبحت تباع جاهزة في المحلات التجارية، وبقيت عاداتها العريقة وفنون صنعها وسنن تقديمها راسخة في المجتمع العماني، وأصبح الضيف لا يسمع صوت دق حبوب البن أو رائحتها عند تحميسها وانما تقدم اليه جاهزة في أي وقت، وفي ذلك يقول الشاعر:
لا دق بنها ولا ظهر مايوبها
لمن دريشة روزنة لهوبها”.
وحول الأولوية في من لهم الأحقية في الحصول على الفنجان الأول عند تقديم القهوة فيقول حمد بن محمد الفارسي: إنها تقدم أولا للضيف اذا كان رجلا واحدا، أما إذا كان الضيوف أكثر من شخص فإنها تقدم أولا الى من يتقدمهم دخولا ويتصدرهم مجلسا ومكانة أو الى الأكبر سنا وتدار بعد ذلك يمينا، او يسارا حسب مكانة وكبر سن الضيوف ثم تعود يمينا، وهم عندما يتم تقديم القهوة فانهم يتبادلون لفظا وحركة افضلية التقديم ويتعازمون فيما بينهم في من يشربها أولا حتى تستقر عند من له الأولوية في تناول الفنجان الأول، ثم بعد ذلك تدار يمينا، وإذا ما دخل بعد الانتهاء من تقديمها ضيف جديد فإنها تقدم له أينما كان مجلسه”.
وللقهوة في دواوين الشعر العماني أو عند حفاظ الشعر وفي الأمثال والفنون التقليدية الكثير من الأبيات الشعرية الجميلة يحفظها عشاقها ويتغنون بها ومنها قول الشاعر مبارك بن مسلم بن ربيع الصلتي من قصيدة له:
يا ســــاقي القهــوة تفضّل صــبّها
غـــنـّم من الـــدّلــه ثـــلاثة واربـعه
شربة فناجـــينٍ فـــــوادي صــبّها
ترجـــع إلى راسي فــكرته وربــعه
هايم متـيّم ما ببتــعــد عن شــربها
مهــجـة فوادي في هـواها مولّـعه
فيها المنافــع غالبه عن شــربها
لهجرتها جســـمي حـــراره مولّـعه
وقولهم في الأمثال الشعبية (اللي ما عنده دله ما حد يندله) أي أن الذي ليس لديه دلة بها قهوة فلا أحد يعرفه ولا يُعرف له مكان، وأيضا قولهم (فوت رحلة مصر ولا تفوت قهوة العصر).                                                   


القهوة العمانية عادات وأصول