للخضاب، أي عجين الحنّاء، في سلطنة عُمان حكاية مغرقة في القدم وضاربة في الجذور التاريخية لهذه البلاد. يذكر الكثير من المصادر أنّ خضاب عمان كان الأفضل، والأقوى صبغةً، والأثبت لوناً، وكان الناس من عمق الجزيرة العربية يطلبونه. كان التاجر العماني يحمل ما تيسر له من الحنّاء واللومي (الليمون اليابس) والتمور والبخور من سهل مرباط في محافظة ظفار، وينطلق بقافلته إلى عمق الجزيرة وصولاً إلى بلاد نجد والحجاز. يبيع بضاعته إلى قبائل العرب من بني تميم، وقريش، وكنانة، وتغلب، وعلى رأس تلك البضائع مدقوق الحنّاء.
لم يقتصر حضور الحنّاء في الثقافة العمانية على أغراض الزينة فحسب، بل كانت تستخدم كإشاراتٍ دالةٍ على المنزلة والمكانة للنساء في المجتمع. وشملت في دلالاتها التفريق بين المتزوجة وغير المتزوجة. وكانت تقدم زهورها وأوراقها إلى الإله "باجر أو باحر" ما قبل الإسلام في طقس التقديس الوثني السنوي. كذلك، ذهب كثير من العرّافين (المعلّمين في المحلية) إلى استخدام رموزها في كشف الطالع والتنجيم وفكّ أعمال السحر، وكتابة الطلاسم.
وفي نبش للذاكرة، تفرد السبعينية سليمة الغيثي من ولاية إزكي، ما تيسر لها من ذاكرة حيّة عن القيمة الرمزية التي أولتها المرأة العمانية لمدقوق الحنّاء: "في ما مضى كنّا نقطف أوراق الحناء، ونجففها ثم نطحنها ونغربلها. وعندما نرغب في استخدامها نخلطها مع مدقوق اللومي اليابس والماء".
تضيف أنّ مخلوط الحنّاء كان يجهز قبل أيامٍ من استخدامه، وبخاصة في أيام الأعياد: "قبل العيد بأيام، كانت النسوة يعجنّ الحنّاء، وقبله بيوم يخضّبن الصغار من الجنسين في اليدين والقدمين قبل النوم، وكذلك تفعل الأمهات. لم تكن الحنّاء على أيامنا كالحنّاء اليوم، فلم تكن هناك رسوم أو أشكال". تضيف أنّ المرأة المتزوجة كانت تتحنّى لزوجها الغائب عندما يعود، وكان خضاب الحنّاء يوزع على الحضور يوم ختان الأولاد الذكور في احتفال يجمع كلّ أهل القرية. كذلك تُعلّق أغصان الحنّاء على البيوت مع سعف النخيل لاستقبال العائدين من الحج.
لم يقتصر حضور الحنّاء في الثقافة العمانية على أغراض الزينة فحسب، بل كانت تستخدم كإشاراتٍ دالةٍ على المنزلة والمكانة للنساء في المجتمع. وشملت في دلالاتها التفريق بين المتزوجة وغير المتزوجة. وكانت تقدم زهورها وأوراقها إلى الإله "باجر أو باحر" ما قبل الإسلام في طقس التقديس الوثني السنوي. كذلك، ذهب كثير من العرّافين (المعلّمين في المحلية) إلى استخدام رموزها في كشف الطالع والتنجيم وفكّ أعمال السحر، وكتابة الطلاسم.
وفي نبش للذاكرة، تفرد السبعينية سليمة الغيثي من ولاية إزكي، ما تيسر لها من ذاكرة حيّة عن القيمة الرمزية التي أولتها المرأة العمانية لمدقوق الحنّاء: "في ما مضى كنّا نقطف أوراق الحناء، ونجففها ثم نطحنها ونغربلها. وعندما نرغب في استخدامها نخلطها مع مدقوق اللومي اليابس والماء".
تضيف أنّ مخلوط الحنّاء كان يجهز قبل أيامٍ من استخدامه، وبخاصة في أيام الأعياد: "قبل العيد بأيام، كانت النسوة يعجنّ الحنّاء، وقبله بيوم يخضّبن الصغار من الجنسين في اليدين والقدمين قبل النوم، وكذلك تفعل الأمهات. لم تكن الحنّاء على أيامنا كالحنّاء اليوم، فلم تكن هناك رسوم أو أشكال". تضيف أنّ المرأة المتزوجة كانت تتحنّى لزوجها الغائب عندما يعود، وكان خضاب الحنّاء يوزع على الحضور يوم ختان الأولاد الذكور في احتفال يجمع كلّ أهل القرية. كذلك تُعلّق أغصان الحنّاء على البيوت مع سعف النخيل لاستقبال العائدين من الحج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق