السبت، 19 يناير 2019

صلة الأرحام وتبادل التهاني


تزداد الفرصة في شهر رمضان الفضيل للقيام بواجباتنا الدينية والاجتماعية وعلى رأس هذه الواجبات وصل من قطعنا خاصة من أبناء العائلة.
ويحثنا الدين الحنيف على صلة الأرحام في كل المناسبات وجاء في الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه).
وباعتراف البعض فإن طاحونة الحياة اليومية ذهبت بالبعض إلى أبعد ما يكون عن صلة الرحم ونسوا واجباتهم التي ألزمهم بها الدين وظهرت المبررات التي يسوقها الشيطان لنا ليبعدنا عن التواصل مع أقاربنا وأهلنا.. فتارة يقنعنا بضيق الوقت وتارة يخيفنا من قلة الأموال وتارة يحذرنا من ابتعاد مكان سكنى الأهل.. وهكذا.
وذهب البعض للاعتقاد بأن رسالة نصية قصيرة للتهنئة بقدوم شهر رمضان أو رسالة عبر البريد الالكتروني تكفي لصلة الرحم بينما أكد البعض الآخر استحالة ذلك لعدم التواصل المؤكد للجميع مع الوسائل الحديثة.. غير أن السبب الذي يمنع الجميع عن صلة الرحم يبقى واحداً وهو الانشغال بأمور الحياة اليومية والبحث عن أسباب الرزق.
يقول محمد محبوب مدير المبيعات بإحدى الشركات الخاصة إن طريقة الحياة اختلفت في الوقت الحاضر عن الزمن الماضي حيث لم يكن هناك وسائل اتصال حديثة كما هو الحال في أيامنا هذه وبالتالي كنا نقوم بزيارة الأقارب والاطمئنان على أحوالهم كما أمرنا ديننا الحنيف.. أما الآن فنحن نكتفي للأسف برسالة نصية قصيرة عبر الهاتف المتحرك ولا نقوم حتى بإجراء مكالمة.. والبعض يفضل التواصل عبر البريد الالكتروني للاطمئنان على أهله وأقاربه.
ويضيف محبوب أن صلة الرحم من أهم ما يميز الدين الإسلامي كونها من العادات التي تكرس مبادئ التسامح والمودة بين الأقارب ورغم انشغالنا لفترات طويلة بأسباب متعددة يأتي العمل على رأسها لابد من تخصيص وقت لزيارة الأقارب وأفراد العائلة.
يؤكد محمد محبوب العلاقة التي تربط صلة الرحم بالمناسبات الدينية ففي رمضان لابد من القيام بالاتصال بالأقارب لتقديم التهاني بهذه المناسبة والمسلم الذي يعرف واجبات دينه يفهم أن إهمال صلة الرحم طوال العام لا يجوز وحتى في حالات الانشغال بأسباب الرزق يجب استغلال المناسبات الدينية في محو آثار هذا الإهمال وقد يكون شهر رمضان المبارك مناسبة جيدة لإعادة العلاقات العائلية إلى مجراها الطبيعي ومصالحة أفرادها مصالحة تعود بالنفع على الطرفين.
يضيف محبوب أن أكثر ما يشغلنا خلال رمضان هو تأمين الاحتياجات الغذائية على الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الصوم وليس شهر تناول الطعام إنما الأهم هو تطبيق السنة النبوية المطهرة في صورها المتعددة ومنها صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب الذين انقطعنا عنهم لأسباب مختلفة.
وتؤكد ندى الشحي أن الكثير من الود والمحبة يتولد مع التواصل مع الأقارب وتزول أسباب الخلاف والمشاحنات عند الحرص على تبادل الزيارات مع الأهل والتماس العفو ممن قد أسأنا إليهم دون قصد أو أسأنا فهمهم أو العكس وشهر رمضان الفضيل يفرض علينا تغيير سلوكنا للأفضل والرجوع إلى التعاليم الدينية التي ابتعدنا عنها في وقت ما بسبب الروتين اليومي أو لأي سبب آخر.
وتقول إن صلة الرحم من الأوامر الدينية المباشرة نظراً لحرص الدين الإسلامي على تقوية أواصر العلاقات بين المسلمين من أبناء العائلة الواحدة وتضيف أنها تحرص على زيارة قريباتها بانتظام حتى تحقق تعاليم الدين فيما يتصل بصلة الرحم وتضيف أن تعقيدات الحياة اليومية والروتين الذي يتحكم في تصرفاتنا لا يجب أن يمنعنا عن التواصل مع الأهل والأقارب وفي رمضان نجد الفرصة مواتية أكثر من أي يوم آخر خلال العام للاتصال مع الأقارب وزيارتهم.
تداخلات الحياة
ويشير علاء رجب إلى تداخلات الأمور المادية التي تفسد العلاقة بين أبناء الأسرة الواحدة.. وتؤدي إلى الانقطاع عن أفراد الأسرة.. ويذكر واقعة تخص أحد أقاربه تسببت مشكلات توزيع الإرث في حدوث فجوة بين أربعة أشقاء فقد تصور كل طرف وجود أطماع لدى الطرف الآخر ولكن حكمة أحد الأشقاء حلت الأزمة في غضون دقائق معدودة عندما اقترح على الجميع زيارة أحد أعمامهم من باب صلة الرحم في شهر رمضان وهناك تم التوصل للحلول المناسبة لهذه المشكلة وعادت الأمور إلى طبيعتها.
يضيف علاء أن الانشغال عن الأهل والأقارب خلال العام لا يجب أن يستمر خلال المناسبات التي تحمل الصبغة الدينية والاجتماعية ومنها الشهر الفضيل.
أو الأعياد المباركة ويذكر أن والده حرص على تنظيم إفطار سنوي لكل أفراد العائلة في يوم محدد خلال رمضان على سبيل جمع شمل الأسرة على مائدة واحدة ويستمر هذا التقليد منذ عشرين عاماً تقريباً، وتكاد تكون هذه المناسبة هي الوحيدة التي يجتمع فيها أفراد الأسرة وربما يمر العام دون أن يلتقي هؤلاء الأفراد مرة أخرى بسبب اختلاف بلدان الإقامة.
يضيف أنه حرص على تعليم ابنه ذي السنوات الست تعاليم الإسلام الحنيف ومنها ضرورة عيادة المريض وصلة الرحم ومساعدة المحتاج.
ويزرع فيه قيم المبادرة إلى زيارة أفراد الأسرة بانتظام والحرص على الوقوف على أحوالهم ويقول إنها الطريقة الوحيدة لمعرفة أخبارهم، فلو كان أحدهم يمر بظرف عصيب أو مشكلة مادية مثلاً يكون من الصعب عليه الاتصال بنا لإبلاغنا بمشكلته بينما سيكون من السهل علينا اكتشافها ومساعدته على حلها إذا قمنا بزيارته.
صفات نبيلة
يقول علي محمد ان صلة الرحم تعد من أهم صفات المسلم وفي شهر رمضان المبارك تزداد فرصة القيام بالواجبات العائلية حيث يمكن زيارة الأقارب الذين قصرنا في حقهم ونسينا واجباتنا العائلية تجاههم كما يمكن التماس الصفح والاعتذار لمن أهملنا في واجباتنا تجاهه ونحن على يقين من تقديره لاعتذارنا ومسامحتنا على التقصير.
يعترف حمدي أحمد بوجود مشكلة في جيل الشباب على الأقل تتعلق بصلة الرحم يقول ان دوامة الحياة اليومية حولت عاداتنا الحياتية إلى برامج ثابتة لا نغيرها إلا في وجود ظرف استثنائي يجبرنا على تغيير بعض التفاصيل بينما اختفت من قاموس حياتنا زيارة الأقارب وفي هذا اختلفت الدوافع هناك من تحولت حياته اليومية إلى برامج ثابتة لا تتضمن أي زيارات عائلية بسبب ضيق الوقت أو هكذا يقنع نفسه وهناك آخرون يعتمدون على التقنيات الحديثة في التواصل مع أهاليهم وأقاربهم والطريقة الأخيرة سلاح ذو حدين فهي تعني الاتصال السريع والمباشر من الآخرين من خلال الرسائل الالكترونية أو من خلال رسائل الهاتف المتحرك النصية..
والسؤال هنا: كم من أقاربنا وأهلنا وبصفة خاصة كبار السن يستطيع استخدام التقنيات الحديثة للتواصل معنا عبر البريد الالكتروني والرسائل النصية؟
طبعاً قلة من يستطيعون ذلك وتبقى الطرق التقليدية التي تتمثل في الاتصال بهم تليفونياً للتهنئة بحلول الشهر الكريم أو تخصيص وقت للزيارة. يشير أحمد عفيف اليافعي إلى مصادفة غريبة أدت إلى التعارف بين شخصين تبين بعدها وجود صلة قرابة بينهما وكانت المصادفة هي وقوع حادث تصادم بسيط على الطريق استلزم استخدام رخص القيادة لتسجيل التقرير عن الحادث ومن خلال الأسماء تبين لهما وجود صلة قرابة قوية ولكن لم يلتقي أي منهما بالآخر من قبل، والسبب بالطبع هو ابتعادنا عن عادة صلة الرحم سواء في المناسبات الدينية أو في غيرها.
يضيف اليافعي أن تأصل هذه القيمة المهمة في نفوس الأجيال السابقة ولدى من يكبروننا سناً بشكل كبير ربما كان سببه أنهم يعرفون قيمة صلة الرحم ولديهم من التجارب الشخصية ما يظهر نتائج صلة الرحم.. ويقول أنه يحرص بعد كل صلاة على الدعاء:
(اللهم إني أعوذ بك من عقوق الأبناء ومن قطيعة الأقرباء ومن جفوة الأحباء ومن تغير الأصدقاء ومن شماتة الأعداء).
صلة الرحم تكرس مبادئ التسامح بين الأقارب
أكد محمد محبوب مدير المبيعات بإحدى الشركات الخاصة أن صلة الرحم من أهم ما يميز الدين الإسلامي كونها من العادات التي تكرس مبادئ التسامح والمودة بين الأقارب ورغم انشغالنا لفترات طويلة بأسباب متعددة يأتي العمل على رأسها لابد من تخصيص وقت لزيارة الأقارب وأفراد العائلة. ويؤكد محبوب العلاقة التي تربط صلة الرحم بالمناسبات الدينية ففي رمضان لابد من القيام بالاتصال بالأقارب لتقديم التهاني بهذه المناسبة والمسلم الذي يعرف واجبات دينه يفهم أن إهمال صلة الرحم طوال العام لا يجوز.
وحتى في حالات الانشغال بأسباب الرزق يجب استغلال المناسبات الدينية في محو آثار هذا الإهمال وقد يكون شهر رمضان المبارك مناسبة جيدة لإعادة العلاقات العائلية إلى مجراها الطبيعي ومصالحة أفرادها مصالحة تعود بالنفع على الطرفين.
ويضيف أن أكثر ما يشغلنا خلال رمضان هو تأمين الاحتياجات الغذائية على الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الصوم وليس شهر تناول الطعام إنما الأهم هو تطبيق السنة النبوية المطهرة في صورها المتعددة ومنها صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب الذين انقطعنا عنهم لأسباب مختلفة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق