الأحد، 12 يناير 2020

إنجازات وتحديات السلطان قابوس


نتيجة بحث الصور عن منجزات السلطان قابوس
نجحت السلطنة في الاستغلال الأمثل للإيرادات النفطية طوال العقود الماضية؛ بالانتهاء من إقامة بنية أساسية حديثة؛ متمثلة في آلاف الكيلومترات من شبكات الطرق الحديثة ومحطات الكهرباء، وتحلية المياه والصرف الصحي والسدود المائية والموانئ البحرية المتطورة وتغطية أراضي السلطنة بشبكة اتصالات وإنترنت تضاهي مثيلاتها الموجود في الدول المتقدمة”
 تقف عمان شامخة فخورة بما أنجزته خلال العقود الخمس الماضية من تطور وتنمية ورخاء، امتد أثره ليشمل كافة ربوع السلطنة، كان هدفه وديدنة رفع شأن الإنسان العماني، بإتاحة أرقى الخدمات له في مجالات التعليم والصحة والطرق والاتصالات، وتوفير أفضل الخدمات الأمنية والشرطية وتأسيس لدولة القانون واستقلال القضاء واحترام أحكامه، والتوزيع العادل للثروة والفرص والأعمال و المشروعات التي أتاحت وظائف ومصادر دخل لآلاف المواطنين دون تفرقة أو تمييز.
يقف وراء هذا الإنجاز الفريد رجل وهبه الله لعمان، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي سعى دوما لتفجير طاقات الوطن والمواطن العماني وسخرها من أجل بناء دولة عصرية حديثة، يعيش أبناؤها سعداء بما توفر لهم من سبل الحياة الكريمة.نحتفل بهذه المناسبة والمنطقة تمر بأوقات عصيبة وظروف سياسية واقتصادية مضطربة، تهدد السلم والاستقرار والازدهار الذي طالما نعمت به منطقتنا، والذي ساهم في جعلها منطقة جذب لملايين الوافدين من كافة أنحاء العالم، الذين غادروا أوطانهم بسبب انعدام الأمن أو تردي الأوضاع الاقتصادية، وجاءوا إلى الخليج بحثا عن أوضاع مادية أفضل وأحوال معيشية مستقرة.التحدي الأكبر الذي يواجه مسيرة التنمية الآن، هو كيفية التعاطي مع أزمة تراجع أسعار النفط ، التي طال أمدها منذ العام 2014م، ويبدو أنها ستستمر خلال السنوات القليلة القادمة، هذا الوضع الذي تعيشه المنطقة تنبه له حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أعزه الله ـ مبكرا، عندما وجه في أكثر من مناسبة، بضرورة تنويع مصادر الدخل وتشجيع الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات غير النفطية.نجحت السلطنة في الاستغلال الأمثل للإيرادات النفطية طوال العقود الماضية؛ بالانتهاء من إقامة بنية أساسية حديثة؛ متمثلة في آلاف الكيلومترات من شبكات الطرق الحديثة ومحطات الكهرباء، وتحلية المياه والصرف الصحي والسدود المائية والموانئ البحرية المتطورة وتغطية أراضي السلطنة بشبكة اتصالات وإنترنت تضاهي مثيلاتها الموجود في الدول المتقدمة.والأهم من ذلك الاستثمار في الإنسان العماني من خلال تأهيل وتدريب آلاف الكوادر الوطنية في كافة المجالات لتكون قادرة على العمل والابتكار، وشغل شتى المهن والوظائف التي طالما اعتمدت على الأيدي العاملة الوافدة طوال العقود الماضية.من أبرز التحديات التي تواجهها السلطنة اليوم، هو توفير فرص عمل للأجيال الحديثة، بعيدا عن الحكومة والجهاز الإداري للدولة، وتشجيع الشباب على التخلي عن حلم الوظيفة والاتجاه للعمل الحر وريادة الأعمال، من خلال تبسيط الإجراءات وتوفير الدعم والتشجيع للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالفعل زاد مؤخرا إقبال الشباب العماني على إنشاء مشروعاتهم الخاصة.وأكدت المؤشرات الأخيرة التي أعلنتها الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة زيادة عدد المؤسسات المسجلة لديها، الأمر الذي يؤكد نجاح سياسات التحفيز ونشر ثقافة ريادة الأعمال، وعما قريب سينعكس مردود هذه المؤشرات بالإيجاب على مستوى نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق التنوع الاقتصادي المأمول الذي تسعى السلطنة لتحقيقه في ختام رؤيتها 2020م.التحدي الأخير الذي يواجه الاقتصاد الوطني، هو التعاطي مع تداعيات ركود وانكماش قطاع الخدمات، الذي اتسع خلال السنوات الماضية، والتي حققت خلالها السلطنة نسب نمو مرتفعة، ترتب عليها اتساع قطاع الخدمات الذي بات يشكل 80% من الناتج القومي للسلطنة.هذا القطاع كان يخدم أكثر من 4ملايين عماني ووافد، يحتاجون خدمات في الصحة والتعليم والتجارة الداخلية، وآلاف العقارات والإنشاءات التي تجتذب أعدادا كثيفة من الأيدي العاملة الوطنية والوافدة، وتضرر كثيرا بمغادرة أعداد كبيرة من الوافدين، أو مغادرة الأسر المرافقة للعمال الوافدين والتي كانت تنفق على التعليم والعلاج والتجارة الداخلية والترفيه، ومعظم الاستثمارات في قطاع الخدمات هي رؤوس أموال وطنية، وكانت توفر فرص عمل عديدة للمواطنين.مواجهة هذا التحدي تكون باستغلال إمكانيات هذا القطاع العريض في جذب السياحة الخارجية، وتشجيع المواطنين والوافدين على السياحة الداخلية، ومنح التسهيلات للأجانب أصحاب الدخل المرتفع الراغبين في الإقامة و الاستثمار في السلطنة بمنحهم حق تملك العقارات الفاخرة وإعطائهم مزايا الإقامة واستقدام أسرهم لينعموا بالأمن والاستقرار وتوافر الخدمات التعليمية والصحية ومتعة التسوق في المراكز التجارية الراقية المنشرة الآن في كافة المدن العمانية وهو اتجاه بات منتشرا في معظم دول العالم.

نبذة عن حياة السلطان قابوس، سلطان عُمــان

في تاريخ 23 يوليو من عام 1970، تولى السلطان قابوس الحكم خلفا لوالده الذي يقال انه تنازل عن الحكم، الذي غادر عمان إلى بريطانيا وأقام فيها حتى وافته المنية في عام 1972، ودفن هناك.
قابوس بن سعيد  آل بو سعيدي ولد في 18 نوفمبر 1940م، سلطان سلطنة عُمان وهو السلطان التاسع والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد في عام 1741 والذي ما زالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب وإداري مستنير، نجح في توحيد البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية وإذ كان يطلق على الحاكم لقب إمام قبل أن يطلق عليه لقب سلطان . وهو حالياً صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم الذين هم على قيد الحياة حالياً .
النشأة
هو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد ، تلقى دروس المرحلة الإبتدائية والثانوية في صلالة وفي سبتمبر من عام1958م أرسله والده إلى المملكة المتحدة حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة سافوك ، ثم إلتحق في عام 1379هـ الموافق1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ، حيث أمضى فيها عامين و هي المدة المقررة للتدريب درس خـلالها العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان ، ثم إنضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الإتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري . بعدها عاد إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة ، ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءاً من إتجاهه بعد ذلك فقام بجولة حول العالم إستغرقت ثلاثة أشهر زار خلالها العديد من دول العالم ، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة . على إمتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته ، تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة سلطنة عُمان دولة وشعباً على مر العصور وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عُمان كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العُماني والإنسانية عموماً . كما أنه إستفاد كثيراً من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في المملكة المتحدة ، ثم كانت لديه الفرصة في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم .
إهتماماته و هواياته
لعل إهتمام السلطان قابوس بدفع عُمان إلى حالة متقدمة من المعاصرة مع الإبقاء على الأصالة العُمانية التقليدية بحيث لا تفقد عُمان هويتها وفي إطار ذلك يكون إهتمام قابوس بالثقافة هو الشيء الأبرز والذي ترك آثاره الواضحة في عُمان فبفضل قراره أصبح لدى السلطنة جامعة السلطانقابوس وللسلطان قابوس  إهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك في الدعم الكبير والمستمر للعديد من المشروعات الثقافية وبشكل شخصي ومحلياً وعربياً ودولياً ، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية . من أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من الدول العربية و كذلك بعض مشروعات جامعة الأزهر وجامعة الخليج وعدد من الجامعات والمراكز العلمية العربية والدولية ، فضلاً عن ( جائزة السلطان قابوس لصون البيئة ) التي تقدم كل عامين من خلالمنظمة اليونسكو ودعم مشروع دراسة طريق الحرير والنمر العربي والمها العربي وغيرها .
وعن هواياته يتحدث السلطان فيقول : منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل ، فيذكر أنه قد وضع على ظهر حصان وهو في الرابعة من عمره ومنذ ذلك الحين وهو يحب ركوب الخيل ولهذا توجد الإصطبلات السلطانية التي تعنى بتربية وإكثار الخيول العُمانية الأصيلة وإفتتح مدارس الفروسية التي تضم بين تلاميذها البنين والبنات ، كما أن الرماية أيضاً من الهوايات المحببه له كونه تدرب عسكرياً ويؤكد أن هذه الهواية تعد جزءاً مهماً لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة . كما يحب تجربة كل ما هو جديد من أسلحة القوات المسلحة ، سواء كان ذلك السلاح بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة ، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل بالنسبة له وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ يستخدم أحياناً القوس والنشاب . ويكمل فيقول : هناك هوايات أخرى كالمشي .. أحب المشي منذ الصغر ، فأجد الراحة قبل الذهاب إلى النوم أن أقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير ، كذلك أحب التصوير وكانت لدي هواية الرسم للمناظر الطبيعية في وقت من الأوقات ، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه الهوايات و القراءة أيضاً كونها هواية ، إلا أنها أصبحت جزء من العمل وأصبح من الصعب مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية .."
إنجازاته الخارجیة والداخلية
بدأت سلطنة عمان منذ بداية عهده بالتصدير التجاري للنفط والذي اكتشف بكميات تجارية عام 1968 وشهدت البلاد انتعاشا اقتصاديا مع بداية حكمه ، قسم برنامجه السياسي إلى مشاريع تنمية وطنية لكل خمس سنوات أسماها بالخطط الخمسية ، عام 1985 قضى على الثورة الإشتراكية في محافظة ظفار التي استمرت عشر سنين ، السلطان قابوس هو ناقل البلاد من الحكم القبلي التقليدي إلى الحكم النظامي الديمقراطي ، و أنشأ المجلس الإستشاري للدولة وبعد عدة أعوام استبدله بمجلس الشورى يمثل أعضاؤه جميع الأقاليم ، وهو مجلس استشاري تشرف عليه هيئة أعلى تنفيذية تُعرف بمجلس عمان .
تتلخّص أهم إنجازات السلطان قابوس في أنه أسس حكومة على النظام الديمقراطي ، فبدأ بتكوين سُلطة تنفيذية مؤلفة من جهاز إداري يشمل مجلس الوزراء و الوزارات المختلفة ، إضافة إلى الدوائر الإدارية و الفنية و المجالس المتخصصة و من أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية . فقد أسسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة و بعد عام واحد من توليه عام 1970م إنضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية و قد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية و ذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع جيرانه و أشقائه و عدم التدخل في شؤونهم الداخلية و تدعيم علاقات عُمان معهم جميعاً و إقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم و الوقوف مع القضايا العربية و الإسلامية و مناصرتها في كل المجالات و أوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي و يناصره و قام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم ، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية و أنشئت فيها القنصليات و السفارات و الهيئات الدولية و الإقليمية ، حققت سياسة السلطان قابوس الإستقرار و الأمن و هما الدعامتان الأساسيتان لبناء السلطنة و لتحقيق تنميتها الإقتصادية و الإجتماعية .
بعد أن أمن السلطان قابوس سياسته الخارجية و أقام علاقات ودية مع كل أقطار العالم إتجه إلى الجبهة الداخلية و عمل على رفعتها و قد شهدت عُمان خلال عهده نهضة سريعة في سائر المجالات ، ففي مجال التعليم أنشأ المدارس في كل أرجاء البلاد و جعلها للجنسين ، البنين والبنات. و في المجال الصحي ، أمر بإنشاء أعداد كبيرة من المستشفيات و العيادات و المراكز الطبية في كل أرجاء عُمان و أمدها بكل احتياجاتها من أطباء و معدات و أدوات و أدوية و أمن بذلك صحة العُمانيين في المدن و القرى و الأرياف على حد سواء ، أما في المجال الصناعي فقد وسع إنتاج البترول و طوره فإنتشرت مصانع تكرير النفط في البلاد ، إضافة إلى مصانع الإسمنت و مصانع تعليب الأسماك و التمور و غير ذلك من المنتجات . و شجع السلطان قابوس المزارعين و عمل على تطوير طرق الزراعة و نقلها من الطرق التقليدية القديمة إلى الطرق الحديثة التي تعتمد على الآلات و المعدات الحديثة ، لا على المجهود الإنساني فقط و قد قدَّم ـ و لا يزال يقدم ـ المساعدات السخية للمزارعين ليتمكنوا من إستغلال الأرض و إستثمارها ليتحقق لعُمان الاستقلال الغذائي ، فأصبحت البلاد تنتج كل ما تحتاجه من غذاء ، من قمح و خضراوات و فواكه و غيرها و يصدر ما يفيض عن حاجتها طازجاً أو بعد تعليبه إلى البلدان المجاورة و إزدهرت التجارة في عهد السلطان قابوس في المجالين الداخلي و الخارجي و إرتبط إزدهار التجارة بتطور المواصلات التي تنقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى سائر أرجاء عُمان و إلى الخارج كما تقوم وسائل المواصلات بنقل المنتجات الصناعية من و إلى الدول المجاورة و بقية الأقطار الآسيوية و الإفريقية و الغربية ـ خاصة إنجلترا و فرنسا و أمريكا . و إرتبطت عُمان بشبكة من المواصلات البرية و البحرية ، كما تم إنشاء موانئ بحرية و جوية للإتصالات الداخلية و الخارجية و تم إفتتاح ميناءين كبيرين هما ميناء السلطان قباوس في مطرح و ميناء ريسوت في المنطقة الجنوبية و في عام 1981م إنضمت عُمان إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية و حقق السلطان قابوس بذلك تعاون بلاده مع بقية دول الخليج العربي في المجال الدفاعي المشترك و في تحقيق المشاريع الإقتصادية المختلفة و تعيش عُمان اليوم فترة إزدهار و أمان و بناء متصل تحت قيادة السلطان قابوس و تعد عُمان من أكثر الدول إستقراراً و أمناً في العالم.
وحصل السلطان قابوس على عدد من الجوائز أبرزها السلام الدولية، قلادة ترتيب إيزابيلا الكاثوليكية، فارس الصليب الأكبر من وسام القديس مايكل والقديس جورج، فارس الوسام الفيكتوري الملكي، وسام الصليب الأكبر من وسام جوقة الشرف، الوشاح الرفيع.
الخلافة
السلطان قابوس يتمتع بمقبولية كثيرة عند شعب العمانيعلى خلاف نظرائه من ملوك منطقة الخليج الفارسی فإن السلطان قابوس لم يعلن وريثاً للعرش، فالمادة السادسة من الدستور تنص على أن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثاً للعرش بعد أن يصبح العرش شاغراً.، و تشمل الأسرة الحاكمة ما بين 50 و60 ذكرا مؤهلين لتولي منصب السلطان ولكن لا يوجد مرشح واضح ولم تجر مناقشات رسمية. 

الثلاثاء، 7 يناير 2020

مقابر بات

 مدينة (بات) بولاية عبري غنية عن التعريف بسجلها التاريخي الحافل فهي لؤلؤة جميلة لها سحر جمالي تتمتع بالكثير من المفردات التراثية تتعانق الحياة العصرية الزاهرة مع أريج الماضي وعبقه الزاخر ونقوش التاريخ العريق بكنوزه التي أضاءت في سمائها عطرا فواحا شذاه يستمتع به كل من جلس بين أحضان هذه المدينة التاريخية الأثرية التي أدرجت آثارها ضمن التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.
فعندما تزورها فانك حقا تزور التاريخ بأكمله وتتصفح أوراق عصور قديمة لها حضارتها المتميزة ويعود بك الزمن إلى الألف الثالث قبل الميلاد لترى ملامح هذه الحضارة العريقة التي نسجت خيوطا ظهرت جليا للعيان على مدى عمق التاريخ والبطولات الإنسانية. ولا ريب أن تجيد القريحة أجمل معاني الشعور لتصف هذه الملحمة العظيمة في سجل مدينة الألف الثالث قبل الميلاد في عبري الواعدة والتي تعتبر بمثابة النموذج الجيد للتلال الأثرية المنتمية إلى عصر ما قبل (الأسرات) في عمان والتي يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد. ويتضح من مقابرها الأثرية فن التطور المعماري من عمارة المقابر على شكل خلية نحل إلى المقابر الأكثر تطورا والتي تعرف باسم مقابر حضارة أم النار وتم بناء هذه المقابر من الحجر ويبلغ ارتفاع القبر الواحد ثمانية أمتار ويشتمل على دفنيتين والى خمس دفنات إضافة إلى ذلك القصر الأثري القابع مع بداية مدخل البلد بشوامخه وتراثه العريق.

        

وقد عثر في هذا الموقع على كمية من العظام البشرية وآثار الفخار المتعددة الأشكال والزخارف والأواني الحجرية والنحاسية.
وتقع هذه المدينة الأثرية والتاريخية شرقي ولاية عبري وتبعد عن مركزها بحوالي 30 كيلومترا وبلدة بات تشتهر بمدافنها الأثرية التاريخية فقد سميت بهذا الاسم باعتبارها نقطة العبور بين المناطق الجبلية والمناطق السهلية فهي حقا تعتبر استراحة للمسافرين أثناء عبورهم من والى المناطق الجبلية والعكس وذلك للاستراحة من عناء السفر وأيضا لتوفر المراعي والمياه في البلدة.
وقد تم اكتشاف المواقع الأثرية بالمدينة في عصر النهضة ففي عام 1976م عندما قامت البعثة الدنماركية بالتعاون مع وزارة التراث القومي والثقافة بالتنقيب في الموقع تم العثور على مدافن وهي عبارة عن أشكال شبه هرمية مبنية من الحجارة بطريقة هندسية متقنة وتوجد إعداد كبيرة من المدافن تحيط بالبلدة من جميع الجهات، إلا أن اكبر تجمع لها يقع على بعد حوالي نصف كيلومتر شمال بلدة بات، وقد تم العثور في موقع التنقيب على بعض الأواني الفخارية والاسورة و المقتنيات المنزلية وقد لوحظ أن مدافن بات الأثرية تشبه مثيلات لها في مدافن أم النار والذي يتوقع وجود علاقات تجارية بين عمان والدول الأخرى في عصر ما قبل الإسلام.
ويوجد بالمدينة عدد من المباني الأخرى الأكبر حجما والتي تبدو كقصور مقارنة بمثيلاتها من الآثار وقد بنيت هذه القصور من حجارة اكبر حجما يزيد طول معظمها على المتر والنصف.
منها قصر الرجوم وهو أكبرها إذ يتكون من ثماني غرف متحلقة حول بئر يتوسطها ويحيط بالقصر عدد من الغرف المتلاحقة. وقصر السلمي وقصر الخفاج وقصر المطيرية وبمدينة بات حصون عديدة تتمثل في: حصن الوردي وبني على قمة تلة عالية تتوسط البلدة وهو عبارة عن أربع غرف يحيط بها سور وقد تم بناء القلعة مكان الغرف والسور وتوجد بئر في القلعة، وحصن الغسالة الذي يوجد بداخله بئر أيضا وبيت العود (المندثر) وحصن الزاميات (المندثر)
وعن الأفلاج يبلغ عدد الأفلاج في المدينة اثنين قيد الاستعمال والباقي مندثر، وهي (فلج السياح وفلج الزعبي وفلج شرصة وفلج المسيبيخ وفلج الواشحي وفلج خميس وفلج الشويعي وفلج البيرين وفلج المغادر وفلج القبيل) حيث يعد فلج (شرصة) احد اكبر الأفلاج في الظاهرة، إذ كان قديما يقسم إلى اثني عشر قسما للسقي، إلا أن الفلج أصبح الآن مندثرا، وكان يستخدم للسقي منذ حوالي سبعين عاما.
والمواقع السياحية عديدة في مدينة بات منها الجبيات التي تكثر بها البرك المائية والغيول ولعوينة وهي عبارة عن عين غير عذبة وهي قديمة ويوجد بقربها عين ماء أخرى صالحة للشرب واعين عديدة (صغيرة) منها الصالح للشرب ومنها غير ذلك.
وحظيت مدينة بات في هذا العهد الزاهر الميمون بالعديد من المنجزات الخيرة منها توصيل الكهرباء إلى المدينة ومحطة لتقوية إرسال الهاتف النقال وترميم وإصلاح فلجي السياح والزعبي ومعالجة الطريق معالجة سطحية من الدريز إلى بلدة بات وبناء مدرسة إعدادية وابتدائية وسيتم قريبا توصيل الهاتف المنزلي إلى البيوت وتوجد العديد من المحاصيل الزراعية كالنخيل والقمح والذرة والشعير والخضراوات والأعلاف والصناعات والحرف التقليدية التي يمارسها الأهالي بالبلدة هي مهنة الفخار والتجارة وصناعة الحبال والسمة والقفران والخصافة والحصر من سعفيات النخيل.