الاثنين، 28 أكتوبر 2019

اللغة العمانية

تعتبر اللهجات من أهم ما يميز أي بلد عن آخر، وهي يمثل شخصية الوطن وتأريخه وإرثه الحضاري عبر العصور.تتعرض اللهجات عادة لعواصف خارجية تؤثر فيها وأحياناً تقضي عليها وتحل محلها لهجات دخيلة عليها وربما خليط من عدة لهجات فينشأ جِيل لا يعرف لهجَتُه الأم وقد يتحث بلهجة ممزوجة بعدة لهجات اعتقاداً منه أنّها لهجته لذا كان لابد من البحث عن طريقةٍ ما للمحافضة على لهجتنا العمانية العريقة الممتدة عبر العصور.إن للأسرة دورا كبيرا في ترسيخ المفاهيم فهي المدرسة الأولى للطفل يتعلم فيها الكلمات والمصطلحات والتعابير التي يفترض أن تكون الأسرة تتحدث بها فهي لهجتهم الأم التي ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم وبدورهم يلقنونها لأبنائهم ويتحدثون بها معهم منذ الصغر حتى ينشأ الطفل وهو مُتْقِنٌ لها وخبير بمعظم المصطلحات والمفردات العمانية وهذا يتطلب إصطحاب الطفل إلى أماكن يمكنه فيها أن يتعلم اللهجة كالمزارع في القرى والقلاع والحصون والمتاحف والأسواق القديمة، وكذلك بالجلوس مع كبار السن وأخذ المصطلحات عنهم بهذه الطريقة ترسخ اللهجة في ذهن الابن ولن ينساها أو يتهاون بها أو يستصغرها.تعتبر المدرسة هي المحطة الثانية للطفل وبيئة مناسبة لتعلم العلوم واللغات فلو تم تصميم كتيب صغير يكون من ضمن المناهج في المرحلة الإبتدائية هدفه ترسيخ مفاهيم اللهجة العمانية وغرسها في قلوب الأطفال حتى نحافظ عليها من الاندثار والتكسير والركاكة اللغوية فليس مستغرباً إن قلنا أن هناك شريحة كبيرة من الشبابِ في المجتمع لا يتقنون لهجتهم ولا يعرفون المصطلحات العمانية القديمة للأشياء وإذا تحدثت معهم باللهجة العمانية فكثيرا ما يسألون ماذا تقصد بهذه الكلمة؟الإعلام له دور أيضاً في تثبيت المعلومات باستخدام آخر ما توصل إليه العلم في مجال الصوتيات والمشاهد السمعية والبصرية فينبغي أن تكون هناك مساحة للأطفال يتعلمون فيها لهجتهم العمانية الأصيلة في برامج الرسوم المتحركة والبرامج التعليمية والتثقيفية، وأن تكون هناك مجلة فصلية تصدر باللهجة العمانية تهتم بكل المجالات وموجهة للطفل.تتأثر اللهجات بعدة عوامل من أبرزها الإعلام وكذلك الإنتقال من القرية إلى المدينة وعادة ما تكون القرى أفضل حالا من المدن في قضية المحافظة على اللهجة وهذا شيء يُسَتغرب منه اذ يتنازل الشخص عن لهجته بمجرد الانتقال إلى المدينة ويعتبر اللهجة شيء بالي قديم يدل على القروية وعدم التحضر حتى أنّه يستحي التحدث بها في الجامعة والمراكز التجارية وأماكن التجمعات، ويرى التحدث باللهجات المستوردة نوعاً من التطور يليق بشهادته ومركزه، وهذا شيء منافٍ للوطنية والمحافظة على الإرث الذي ورثناه من آبائنا وأجدادنا بل هو بهذه الطريقة يحافظ على إرث الآخرين ويساهم في إنتشاره وبقائِهِ ويقضي على حضارته وإرثه الذي ينبغي ألا يفرط فيه  بل يجب أن ويورثه لأبنائه وللأجيال القادمة من بعده.😜😜

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

دباغة الجلود

تعتبر حرفة دباغة الجلود من الحرف القديمة والتي توارثها الابناء من ابائهم واجدادهم وهي حاضرة هنا في مهرجان مسقط بحديقة العامرات، حيث تجد في القرية التراثية الحرف اليدوية التي توارثها الابناء من ابائهم كما تجد الكثير من الحرف التي تحتاج الى ان يهتم بها الابناء لكي تستمر، وكان للشبيبة لقاء مع الحرفي سليمان بن سيف بن سعيد الشرياني من ولاية بهلاء حرفي في دباغة الجلود "الشمار": عندما نذبح الغنم او البعير نقوم بوضع "الايهاب" الجلد مع التمر والماء لمدة يومين الى 4 ايام وبعد ذلك نقوم "بسلح الشعر" بازالة الشعر عن الجلد وبعد فترة يوم او يومين نأتي بنبات شجرة القرط ونضيف اليها الماء والملح ونؤتي "بالايهاب" الجلد ونغلقه من جميع المسامات ونضع فيه القرط المضاف اليه الماء والملح ثم ننفقخ ثم ندبغ الجلد ثم يكو الايهاب جاهزا وقابلا للعمل.
ويضيف الشرياني: لتجهيز الجلد نحتاج الى يومين او ثلاثة ايام او اسبوع، وانا بالعادة اشتري الجلد من الجزارين واذا كان مقطع الجلد بطريقة جيدة استخدمه لصناعة السعن والجربة واذا لا فاستخدمه لاستخدامات اخرى، لانه في السابق كل الاشياء كانت محلية من حقائق وغيرها تكون صناعتها محلية وكان يستخدم السعن لتبريد الماء لانه لم يكن هناك ثلاجات او بردات لتبريد الماء.
وقال: اقوم بصناعة قطائع السكاكين والحذاء واي شيء اخر على حسب الطلب، وقد ورث هذه المهنة من والدي وخالي فقد ولدت واهلي كانت هذه صنعتهم وتعلمتها منهم وعملت بها ويقول المتنبي: لا عيب على المرء اذا خدم ان دبغ الجلد او حاك او حجم، والشعر الذي اقوم بازالته عن الجلد اعطيه لاي شخص يطلبه مني ولا ابيعه.😍😍