تمثل الأودية المنتشرة في ربوع السلطنة وجهات سياحية هامة تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، حيث توفر هذه الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية حيث نجد الكثير من الأسر والمجموعات السياحية تقوم بزيارة هذه الأودية لقضاء أوقات الفراغ وسط مجاري هذه الأودية وذلك للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة ومياه جارية وظلال واسعة تعيد لذهن السائح نشاطه المتأمل في جمالية التنوع الطبيعي، حيث يمثل التداخل بين الخضرة و التكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف الموقع السياحي أبرز سمات الأودية العمانية، لذا فإن انتشار هذه الأودية في مختلف مناطق السلطنة يسهم في تشجيع حركة السياح من أجل الإطلاع وحب المغامرة وسط معالم سياحية فريدة ولكي نبرز مواطن الجمال لهذه الأودية.
ومن أشهر هذه الأودية
وادي بني خالد
يبعد وادي بني خالد عن محافظة مسقط بحوالي 203 كيلومترا وهو أشهر أودية المنطقة الشرقية وهو يعد من الأودية العمانية الدائمة الجريان والذي جعل من شهرته بأنه يأتي على قائمة ذكر الأودية العمانية، وتكمن روعة هذا الوادي في وجود البرك المائية الكبيرة التي تتجمع وسط التكوينات الصخرية على مدار العام وهي أبرز مقومات الجذب السياحي لهذا الوادي حيث نجد أن معظم السياح يقضون معظم أوقات فراغهم حول هذه البرك الجميلة نتيجة لروعة الموقع المحيط بها، يالإضافة إلى ذلك يوجد في هذا الوادي كهف مقل الذي يعتبر أحد أكبر الكهوف في السلطنة ويعتبر من المزارات السياحية في هذا الوادي إلا أن زيارة الكهف تتطلب الكثير من العناء نتيجة للصعوبة التي تصادف السائح أثناء الدخول إليه، كما نجد كذلك في الوادي بعض العيون المائية الطبيعية مثل عين حمودة وعين الصاروج وعين دوة إضافة إلى ذلك قرية بضعة الجميلة التي تتميز هي الأخرى كأحد الأماكن السياحية في هذا الوادي.
وادي شاب
يقع هذا الوادي في نيابة طيوي التابعة لولاية صور على مسافة 76كم من قريات وهو يعتبر من الأودية الجميلة التي تشتهر يها المنطقة الشرقية، وقد انفرد هذا الوادي بموقعه المتميز على الطريق الساحلي الذي يربط كل من ولايتي قريات وصور، حيث جمع هذا الوادي بين الطبيعة الساحلية الجميلة والتكوينات الجبلية التي تحتضن الكثير من مقومات الجذب السياحي، ويعتبر وادي شاب مزارا منفردا تتصافح على أطرافه المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال مع مياه البحر المالحة وذلك نتيجة قرب الوادي من البحر والذي بدوره ساعد في إيجاد التنوع البيئي الذي صاغت من خلاله الطبيعة مقومات انفرد بها عن باقي أودية السلطنة، وعند التعمق وسط التكوينات الصخرية لهذا الوادي تبهرك تكوينة مجراه الذي تكونت في الكثير من البرك المائية والأشكال الصخرية التي نحتتها عوامل التعرية المختلفة.
وادي طيوي
يقع على مسافة كيلومترين من وادي الشاب بالمنطقة الشرقية ويمتد الى مسافة 36كم عند قرية جبلية تعرف بقرية ميبام وهو وادي خصب يمر بالعديد من القرى الزراعية التي تزرع النخيل والموز وتطل مشاهد جميلة على الجبال ويمكن مشاهدة الوادي في الأسفل ومن بعض المواقع يمكن كذلك مشاهدة ساحل البحر بلون مياهه الزرقاء من مسافة مرتفعة
وادي الأبيض
هو أحد أودية ولاية نخل بمنطقة جنوب الباطنة، حيث يبعد هذا الوادي عن خط سير الطريق الرئيسي مسقط- صحار بحوالي 30 كيلومترا، ويعتبر وادي الأبيض من الأودية الجميلة التي تحتضنها منطقة جنوب الباطنة وذلك لما يحتضنه من تناسق الطبيعة في كيفية توزع المنازل وسط النخيل على مسار الطريق المؤدي لوسط مجراه، حيث تطل بعض المنازل من بعض التلال التي تشرف على مجراه مضيفة لمسة جمالية لهذا الوادي، ويمكن لزائر هذا الوادي من خلال استخدام سيارة الدفع الرباعي التعمق وسط مجراه الذي تنساب في بعض أجزائه المياه التي تغذي بعض أفلاج الوادي.
وادي الحوقين
يبعد وادي الحوقين عن محافظة مسقط بحوالي 150 كيلومتر وهو أحد الأودية الجميلة في ولاية الرستاق، ويتميز هذا الوادي بجريان مياهه على مدار العام وتتجمع في مجراه الكثير من البرك المائية، إضافة إلى تميز مجراه بوجود الشلالات الجميلة وخاصة في موسم الأمطا، كما أن مجرى هذ الوادي يقطع ضفتي القرية الموجود بها والذي من خلاله تكونت الكثير من المواقع التي تستهوي السياح حيث ساعد عمق مجراه على وجود فالق صخري يعتبر من أفضل الأماكن التي يقصدها السياح أثناء زيارتهم لهذا الوادي ويوجد به الكثير من الأماكن التي يتخذ منها السياح موقعا للإستراحة والتخييم.
وادي ضيقة
يعرف ايضا ب ” هوة الشيطان ” كما ورد في كتابات بعض الرحالة الأوروبيين ويعتبر عبوره مغامرة كبيرة بسبب وعورته وحوافه الخطيرة وبيقع هذا الوادي في ولاية قريات وهو امتداد لبعض الأودية في المنطقة الشرقية ويصب في مجراه حوالي 120 واديا على طول المجرى الذي يمتد من ولاية دماء والطائيين وحتى مصبه بولاية قريات، ويشكل هذا الوادي في الأجزاء التي تحتضنها ولاية قريات منتزها طبيعيا تتجمع في أجزاء كبيرة منه الأحواض المائية الواسعة التي تمثل مقومات الجذب السياحي، حيث يمثل هذا الوادي بمثابة نهر جار تتدفق فيه المياه على مدار العام لذا فهو يعد من الأودية القليلة الدائمة الجريان في السلطنة. يمثل وادي ضيقة موقع جذب سياحي كونه يعد من الأودية التي يسهل الوصول إليها نتيجة سهولة الطريق المؤدي إليه وقربه من محافظة مسقط حيث يبعد بحوالي 90 كيلومترا عن دوار بيت حطاط، ويتميز مجراه وجود الأحواض المائية الكبيرة تحيط بها التكوينات الصخرية التي تكتمل فيه جمالية الموقع ويوجد بالقرب من تجمع المياه في الجانب الداخلي من الوادي سد صغير يوفر المياه لأفلاج القرية وبالقرب من هذا الموقع توجد تلة صخرية صغيرة تمثل محط الزيارة إلى هذا الوادي كونها تشرف على جزء كبير من مجراه الجميل ويفضي وادي ضيقة في الجانب الأخر الى المزارع وتبدأ اكثر الأماكن وعورة بعد اجتياز الوادي بحوالي 20 دقيقة حيث تظهر الصخور العملاقة والجنادل الكبيرة وتفاجأ بمجموعة من البحيرات العميقة .
وادي فدى
يعتبر وادي فدى أحد أشهر أودية منطقة الظاهرة ويقع هذا الوداي في ولاية ضنك وهو بموقعه المتميز الذي يتوسط كل من ولايات عبري وينقل والبريمي جعل منه منتزها طبيعيا يقصده أهالي المنطقة وعدد كبير من الزوار من مختلف مناطق السلطنة وخاصة في موسم المطار حيث يكتظ بعدد كبير من السياح ، ومن أهم ما يميز هذا الوادي عن باقي الأودية العمانية اتساع مجراه الذي تنتشر على جانبيه كثير من المساحات الخضراء متمثلة في المزارع وأشجار النخيل التي تحاذي المجرى، كما تتوزع على طول مساره مزارع المواطنين في القرى التي تحف مسار المجرى وبعض المباني الطينية والأبراج المنتشرة على قمم متوسطة الارتفاع كانت قديما تمثل مواقع مراقبة لمسار الوادي والقرى المجاورة له، ويكتظ هذا الوادي بالحركة السياحية في موسم هطول الأمطار الذي ينتج عنه تكوين الكثير من التجمعات المائية على طول مجراه.
وينبع هذا الوادي من بلدة فدى وبالتحديد من منطقة الخلي التي تعتبر بانحدارها الشديد مجمعا مائيا لأودية ينقل ومحسي وعنس وغيرها من الأودية والشعاب التي تنحدر مياهها من سفوح الجبال مكونة بذلك مخزونا جوفيا تتدفق منه مياه هذا الوادي. ويتميز الوادي بوجود الجبال الشاهقة التي تضم الكثير من الكهوف والمغارات والتكوينات الهندسية الرائعة تضفي على الوادي لمسة جمالية أخاذة. ومما يزيد من جمال الوادي تلك القلاع والحصون التي تقف شامخة على ضفاف الوادي وهي تحكي ماضي عمان التليد وتاريخها المجيد. وتتجمع مياه الوادي لتشكل ما يعرف بالغيل تحيط بها أشجار الخشت مكونة ما يشبه البحيرات المائية الخضراء تجري بينها المياه الصافية والتي أجبرت الطيور أن تغرد فرحا بهذه الطبيعة الساحر والروضة الغناء. ويضم الوادي على امتداد (24 كم) العديد من المناطق السياحية فالماء والخضرة والطقس الجميل جعلت من الوادي محل جذب للعديد من السواح واتخذ شعارا مميزا لولاية ضنك إضافة إلى كل من وادي قميرا.
وادي ضم
يعد وادي ضم أحد المقاصد السياحية في منطقة الظاهرة، ويعتبر هذا الوادي متنفسا طبيعيا يلجأ إليه أهالي المنطقة وعدد كبير من السياح من مناطق السلطنة المختلفة، ويتميز هذا الوادي بتكويناته الصخرية التي تتمثل في أشكال الصخور التي نحتتها عوامل التعرية كما يضم مجراه عددا من تكوينات الكهوف والنتوءات الصخرية ومساقط لمجاري المياه، وتنشيط الحركة السياحية إلى هذا الوادي في أيام العطل الرسمية رغم قلة المياه التي يختزنها مجراه في المواسم غير الممطرة، حيث يتميز مجراه بتشكيلة من الصخور الملساء التي شكلت منها الطبيعة أحواضا مائية جميلة ومساقط للمياه تتمثل في شلالات صغيرة يتردد صدى خرير مياهها بين الصخور المحيطة به وتغلب الطبيعة الحجرية الملساء على موقع تجمع الأحواض المائية، ومن التكوينات الصخرية التي نحتتها عوامل التعرية كهف صغير على مقربة من تجمعات المياه وغالبا ما يتخذ منه السياح كموقع للتخييم، كما تمثل المساحات الواسعة في مجراه الجاف والتي تبعد قليلا عن مصادر المياه افضل مواقع للإستراحة والتخييم والاستمتاع بجمال الطبيعة البكر التي تنتشر على مساحات شاسعة منها كثير من الاشجار ذات الظلال الوارفة.
وادي العربيين
من الأودية الخصبة في مسقط والتي تتواجد بها المياه على مدار العام الذي يبعد 3 كيلومترات عن مركز ولاية قريات على الطريق المتجه ناحية قرى ( فنس وبمه وطيوي) انطلاقا من منطقة دغمر في طريق يمر عبر هضاب جبلية حيث ينحرف الطريق الى جهة اليمين لتوغل شيئاً فشئ خلال مرتفعات ومنخفضات جبلية صعبة، ويشق الوادي أخدود هائل عميق في خاصرة هضبة جبال الحجر الشرقي تتميز المنطقة بغزارة المياه حيث تتواجد بالوادي البرك المائية العميقة ومجاري المياه الغزيرة وتحف الخضرة اليانعة ضفتي الوادي. يتكون وادي العربيين من خمس قرى تتوزع على ضفتيه وهي ( السيح والحيل والصليفي والفرع ) وتشتهر هذه القرى بزراعة النخيل والموز والليمون والمانجو ويتوافد السياح على هذا الوادي وقراه من داخل السلطنة وخارجها نظرا لخصوبته وغزارة مياهه وطبيعته الخلابة فهو يعد مكانا ملائما للإصطياف وملجاً للمرتادين من حر الصيف كما انه يعتبر معلما طبيعيا وسياحيا في مسقط.
وادي الطائيين
ليمتد هذا الوادي الطويل والمدهش الى 80كم عبر سلسلة جبال الحجر الشرقي في طريق صور الرئيسي بالمنطقة الشرقية بعد مسافة 92كم من مسقط وهو وادي واسع ومليئ بالحجارة واشجار السمر حيث تستلقي التلال الصغيرة المنفتحة على الجبال من الجانبين ويمكن رؤية بعض الأطلال على سفح الجبل من الجهة اليسرى من الطريق أيضا عبر القرى الزراعية حتى يصل الى قرية السبل وعند بداية التقاء وادي الطائيين بوادي ضيقة الذي يصعب السير بالسيارات وعند الأستمرار في وادي الطائيين فان الطريق سيوصلك الى الملحلاح مركز الوادي.
وادي دما
هناك طريقان للوصول الى وادي دما احدهما عبر وادي الطائيين بطريق مسقط ـ صور والثاني فهو ان تنعطف يسارا بعد مسافة 126كم وبعد ان تقطع 32كم عبر الوادي والحجارة تصل الى قرية قفيفة بالمنطقة الشرقية وبعد 5كم تصل الى الحاجر وخلال مسافة 17كم يستمر الطريق عبرالوادي والصخور والمياه وتظهر القرى الجميلة الصغيرة المحاطة بالأشجار حتى تصل الى صاموت بعد مسافة 60كم وبعد مسافة 62كم يلتقي وادي دما بوادي الطائيين .
وادي حيبي
يقع هذا الوادي في ولاية صحار على بعد حوالي 25 كم من مركز الولاية ، حيث يلتقي هذا الوادي مع وادي عاهن في مجرى واحد ، ومن ثم ينتهي مصبهما على شاطيء البحر بعد مرورهما في مجرى يتعرج على كثير من المزارات السياحية التي تتمثل في مشاهدة بعض المباني القديمة والتاريخية التي تتوزع في القرى المختلفة ، كما تتنوع الطبيعة الخلابة في وادي حيبي بدأ من توزع السلاسل الجبلية التي تقع على حافتي مجرى الوادي وكذلك توزع البرك المائية والمدرجات الزراعية في أنحاء مختلفة منه.
وادي دوكة
يقع الوادي في منطقة نجد بعد المنحدرات الشمالية لسلسلة جبال ظفار ويبعد 35 كم الى الشمال من مدينة صلالة ويعد نموذجا لمناطق نمو شجرة اللبان التي تنتشر في محافظة ظفار, ومن اهم مواقع انتاج وتصدير اللبان الى جانب وادي دوكة قديما وادي انظور ووادي حنون ووبار ووادي حوجر .